بعد إسقاطه من البرامج الانتخابية لليسار الإسرائيلي.. هل يدفن حل الدولتين نهائيا؟

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

مبادئ وتحالفات
وحول الانتقادات لهذا التحالف وإمكانية شطب حل الدولتين ونسف إقامة دولة فلسطينية من المشهد السياسي، قال رئيس المعسكر الديمقراطي هوروفيتس، "لقد قمنا بصياغة مبادئ عامة وموجهة وهي لا تلغي أيا من مبادئنا".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن هوروفيتس قوله، "في أي تحالف بين الأحزاب تطفو على السطح مشاكل وانتقادات، لكن في الحالة التي أمامنا عندما ننظر إلى الفائدة نجدها أكبر من أي مشكلة وأي خلاف سياسي، علينا زيادة القوة، وشخصيا أفضل النظر إلى الأفضل والفائدة التي يحققها هذا التحالف".
خطط وبدائل
وتعليقا على تحالف اليسار مع باراك قال الحاخام إلياهو كوفمان -المحسوب على تيار الحريديم- إن "تحالف الدب الذي بادر إليه باراك مع اليسار الصهيوني، يثير كثيرا من التساؤلات والحيرة والغرابة"، لافتا إلى أن باراك ذو فكر يميني وإن حُسب على معسكر المركز بإسرائيل، فهو من ساعد نتنياهو في بداية مشواره للوصول لرئاسة الحكومة الذي بدوره حصن لباراك مقعدا بقائمة الليكود عام 2013".
وردا على ما إذا ما كان هذا التحالف يمثل المسمار الأخير في نعش حل الدولتين ويسهم بوأد إقامة الدولة الفلسطينية وشطبها عن الأجندة السياسية الإسرائيلية، أوضح الحاخام كوفمان للجزيرة نت، أن "الاتحاد بين ميرتس وجماعة إيهود باراك هو في الأساس نهاية البديل السياسي والصهيوني لدى معسكر اليسار الداعي لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، وفقا للقرارات الدولية".
ولفت إلى أن حركة ميرتس كانت الوحيدة خلال السنوات الأخيرة التي لوحت براية السلام بين الأحزاب الإسرائيلية، في الوقت الذي دفعت حكومة نتنياهو نحو الترويج لخطة السلام الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن"، التي تتجاوز القضية الفلسطينية وتؤسس لتطبيع العلاقات بين تل أبيب ودول عربية وإسلامية دون أن تدفع إسرائيل أي ثمن سياسي.

جذب ونفور
كما أن حزب العمل مؤسس الدولة العبرية وعراب اتفاقيات أوسلو، والذي يواجه تحديات تهدد باختفائه عن المشهد السياسي الإسرائيلي-وفقا لكوفمان- غيب "حل الدولتين" والقضية الفلسطينية عن برنامجه الانتخابي، وتوجه نحو اليمين، وذلك بعد أن كانت أجندة اليسار الإسرائيلي إنهاء الصراع والتوصل لحل "دولتين لشعبين".
وبادر رئيس حزب العمل، عمير بيرتس للتحالف مع كتلة "جيشر" برئاسة أورلي ليفي-أبو كسيس، التي انشقت عن حزب "يسرائيل بيتنو" الذي يترأسه وزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان.
ووفقا لمحللين، فإن بيرتس يسعى من التحالف والشراكة مع أبو كسيس المحسوبة على معسكر اليمين، لجذب الأصوات المعتدلة من حزب الليكود، وكذلك التغلغل بأوساط اليهود الشرقيين التي تعتبر المعاقل التي يفوز فيها الليكود دائما، كما أنه لم يستبعد الانضمام للحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
لكن تحت "العلامة التجارية" حزب العمل، يقول الباحث بالشؤون السياسية الاقتصادية، سامي بيرتس "يبدو الأمر وكأنه خطوة أكثر تعقيدا، وقد يكون التحالف حزبا اجتماعيا جديدا سيتجاوز نسبة الحسم بصعوبة"، ويتساءل "إذا كان الجنرالات غير راغبين في الاقتراب والانخراط بحزب العمل، وكبار مسؤولي الحزب يتخلون عنه ولا يرغبون في قبول قيادة الرئيس المنتخب، فلماذا يثق به الناخبون؟".
وخلص إلى أنه "منذ مقتل إسحاق رابين عام 1995، لم يبرز أي زعيم من حزب العمل لقيادة الدولة، فليس للحزب أي دور قيادي ناجح، ومع وجود تحالف "كاحول-لافان" على اليمين وتحالف باراك ميرتس على اليسار، لا يوجد مبرر لاستمرار وجود الحزب بشكل مستقل، وعليه التحالف مع شخصيات من معسكر اليمين سعيا للحفاظ على وجوده".