هل تسعى إيران لبناء قواعد بسوريا فتضغط على القواعد الروسية؟

يفيد تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية بأن إيران قد تنشئ ميناء عسكريا بالقرب من القواعد الروسية الموجودة في سوريا، وسط تساؤل عما إذا كانت طهران قد تضغط على هذه القواعد.
ويقول الكاتب إيغور سوبوتين إنه بحسب مصدر دبلوماسي فقد تم في الخامس من الشهر الجاري رصد ناقلة نفط إيرانية في ميناء بانياس السوري، وإنه من الممكن أن تصبح هذه المدينة الساحلية هدفا عسكريا لإيران في المستقبل.
ويضيف سوبوتين أنه من المحتمل أن تكون لإقامة قاعدة عسكرية إيرانية قريبة من القواعد الروسية في طرطوس وحميميم عواقب بعيدة المدى، وأنه بحسب خبراء فإن لكل من روسيا وإيران أهدافا إستراتيجية تظهر مدى عمق الخلافات بينهما.
ويؤكد الكاتب -مستندا إلى مصدر دبلوماسي لم يكشف عن هويته- على أنه قد يكون لنشاط إيران في بانياس تأثير مزعزع للاستقرار بشكل يتجاوز الشرق الأوسط برمته، وأنه قد يؤثر أيضا على القوى التي تحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة.

سيطرة ومخاطر
ويضيف سوبوتين أنه من المهم الانتباه إلى ما يحدث حول الميناء، لأنه قد يتحول إلى قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأبيض المتوسط في المستقبل، مشيرا إلى أن ناقلة النفط الإيرانية المحملة بالنفط التي تم إيقافها يوم 5 مايو/أيار الجاري كانت قد رست في ميناء بانياس.
ويشير الكاتب إلى أن هذه السفينة توجهت إلى تركيا تحت راية إيران، وأنها أطفأت جهاز الإرسال في منتصف الطريق وغيرت مسارها، وأنها كانت تحتوي على 130 ألف طن من النفط الإيراني المحظور شراؤه نتيجة العقوبات الأميركية.
ويضيف سوبوتين أن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها إيران عن نواياها لإنشاء ميناء أو قاعدة عسكرية على الساحل السوري، حيث ظهرت هذه النوايا بعد اتفاق دمشق وطهران على نقل ميناء الحاويات في محافظة اللاذقية ليصبح تحت إدارة مختصين إيرانيين.
ويقول الكاتب إنه في حال سارت الأمور كما هو متوقع فإن الإيرانيين سيسيطرون على الميناء التجاري الرئيسي في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أي عند انتهاء عقد الإيجار مع الشركة الحالية.
ويضيف أن وصول إيران إلى البحر الأبيض المتوسط سيحرم روسيا من سيطرتها الاقتصادية على المناطق الساحلية في سوريا، كما قد ينطوي ذلك على بعض المخاطر الأمنية.
ويختتم سوبوتين بأن موسكو تعي هذه الأمور جيدا، غير أنه يعد من الصعب منع دمشق من عدم الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع طهران، خاصة أن القوات الإيرانية والتشكيلات "الشيعية" التابعة لها ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على استقرار النظام السوري.