عائلة زرينة الفلسطينية.. تهجير آخر
فادي العصا-بيت لحم
يعتلي الفلسطيني محمد موسى زرينة مع ابن عمه وليد ما تبقى من منزل قريبهما أيمن الذي هدموه بأيديهم، بعد تهديد سلطة الاحتلال لهم بأنها ستهدم المنزل وتغرمهم ماليا.
وخلال عام تم هدم ست بنايات للعائلة تضم 25 شقة سكنية في منطقة "بيرعونة" التابعة لبلدية بيت جالا غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تحت حجج البناء دون ترخيص وقربها من جدار الضم والتوسع العنصري.
بصوت مفعم بالألم يروي وليد زرينة قصة العائلة التي هجرت من قرية المالحة عام 1948، والتي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن هذه المنطقة (بيرعونة).
كانت المنطقة متواصلة جغرافيا معها، لكن الاحتلال قسمها ببناء جدار الفصل العنصري، وفوقه جسر يعبر نفقين يربط مستوطنات بيت لحم والخليل من جهة، ومستوطنات القدس المحتلة من جهة أخرى.
ويوضح أن العائلة الممتدة على عشرين عائلة صغيرة، في منطقة بيرعونة، تمتلك قرابة 13 دونما من الأرض، تم شراؤها بأوراق رسمية من قبل جدهم، بعد التهجير، ولا يوجد أي نزاع على الأرض مع الجيران.

بدأت الهجمة الاحتلالية بعمليات الهدم بداية عام 2018، وقبلها لم يكن هناك أي إشكالية في عمليات البناء، قبل إخطار الاحتلال لهم بالهدم بحجج عدم الترخيص، وتم التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى، وصولا إلى قرار وجوب الهدم، رغم امتلاك الأوراق الثبوتية للأرض، وأيضا عدم وجود أي رخصة لأي بناية سكنية ممتدة في بيرعونة.
يستغرب وليد زرينة سرعة عمليات الهدم ودون سابق إنذار، حتى وصل الأمر مؤخرا لغرامة مالية على منزل شقيقه أيمن الذي هدده الاحتلال بدفع 250 ألف شيكل (نحو 70 ألف دولار) إذا لم يقم بهدم منزله المكون من خمس شقق سكنية، والتي أُخطرت وهي شبه جاهزة، وكان سيسكنها وأولاده الأربعة، مما اضطر العائلة لهدم المنزل ذاتيا بيدها.
وعبر زرينة عن خشيته من الاستهداف القادم للعائلة، وما يخبئه الاحتلال لها، مطالبا بلجنة تحقيق للكشف عن استهداف العائلة أينما سكنت في هذه المنطقة، مؤكدا أن عائلة زرينة لن تخرج من أرضها.
لم يتوقف الأمر على الهدم فقط، فمحمد موسى زرينة كان يملك أرضا خلف الجدار، حتى طرده الاحتلال مع عائلته، وأسكنهم في بركسات (بيوت متنقلة) قريبة، رغم أن المنطقة تتبع بلدية بيت جالا الفلسطينية، وليست ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس.

وتساءل محمد "أين سنهاجر مرة أخرى؟.. فالهدم يلاحق العائلة أينما سكنت، حتى أن ابن عم لهم يسكن بلدة الخضر القريبة تم هدم عمارة سكنية له بحجة عدم الترخيص".
ويرى أن الاحتلال يريد زرع فتنة بين العائلة وسكان المنطقة، بأن عمليات الهدم تتم فقط لعائلة زرينة "لكننا نعلم تماما أنه محتل يريد تقسيم كل شيء، ولم يكتفِ بتقسم الأرض وإنما يريد تقسيم الناس".
لكنه أكد أن عائلة زرينة "تعلم تماما أن عملية الهدم تقع على الجميع، وآخرها كانت للمحامية باسمة عيسى، وبذات الحجة، إذن هو محتل يريد زرع فتنة بين الفلسطينيين، ولن ينجح لأننا نعيش مع العائلات في المكان منذ عشرات السنين، ونشارك بعضنا البعض بالأفراح والأتراح، ووقف الجميع معنا بعد عمليات الهدم".
وناشد محمد "كل حر في العالم الوقوف مع عائلة زرينة، التي تقوم بالبناء للحفاظ على أرضها من الاحتلال، العدو الوحيد والمجرم، الذي يتحمل مسؤولية تهجير العائلة وحده، كما قام عام 1948 بحق كل الفلسطينيين".