بعد فشل محاولتها في 2012.. هل ترقص إسرائيلية بمراكش في رمضان؟

عبد الغني بلوط-مراكش
أعلنت الراقصة الإسرائيلية سيمونا كيزمان تنظيم دورة جديدة لـ"مهرجان بهجة المتوسط للرقص الشرقي" بمدينة مراكش المغربية بين الثالث والعاشر من يونيو/حزيران المقبل، تزامنا مع أواخر شهر رمضان وبداية عيد الفطر، مما أثار ردود فعل غاضبة في الشارع المغربي.
وكانت كيزمان قد نقلت دورة المهرجان الثالثة سنة 2012 من المدينة ذاتها إلى اليونان بعد حملة واسعة لمناهضته، مبررة ذلك بدواع أمنية وعدم الترخيص لها من قبل السلطات المغربية.
وينشر الموقع الرسمي للمهرجان إعلانات عن مكانه وموعده بالمغرب، بمشاركة راقص وراقصات من "إسرائيل" والولايات المتحدة ومصر واليابان وتايوان.
كما ينشر الموقع مقطعا ترويجيا "برومو" نسخة 2019، يظهر رقصا لكيزمان منتجة المهرجان على رمال مرزوكة جنوب المغرب، وفقرات من نسخة 2011 التي نظمت أيضا بمراكش لمدة يومين دون إعلان مسبق.

وفي تواصل مع مراسل الجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني حاولت سيمونا كيزمان إبعاد صفة المهرجان عن نشاطها، رغم وضوح الإعلان على الموقع الرسمي، ونشر جميع فقراته.
وأشارت كيزمان إلى أن الأمر يتعلق برحلة إلى المغرب تقدم فيها ورشات للرقص الشرقي والفولكلور المغربي لمجموعة "صغيرة" مكونة من خمسين امرأة من الولايات المتحدة واليابان وتايوان وبلدان أخرى لم تفصح عنها.
وكانت كيزمان قد هاجمت الحكومة المغربية بعد منع نشاطها عام 2012، مشيرة إلى أن الآلاف من السياح يقدمون من "إسرائيل" إلى المغرب كل سنة.
وبدأ مهرجان الرقص الشرقي يواجه مناهضة في المغرب من خلال مواقف عبر عنها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر بيانات، يتوقع أن تزيد حدتها مع اقتراب موعده.
ووصف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد وايحمان خطوة عودة المهرجان إلى المغرب بالاستفزازية والخطيرة، ومحاولة جديدة للاختراق الصهيوني.

وأبرز وايحمان في حديث للجزيرة نت أن اختيار عاصمة المرابطين وشهر رمضان لتنظيم هذه النشاط التطبيعي، مساس بالأمن الروحي للمغاربة، وأيضا محاولة يائسة لتقويض تماسكهم الثقافي والاجتماعي.
في حين ذهب الأكاديمي المغربي والمحلل السياسي عبد الصمد بلكبير أبعد من ذلك، وقال إن اختيار النشاط والمكان والتوقيت لم يكن عبثا، فهو ضمن ما يمكن تسميته بسلسلة ضغوط منظمة على المغرب، بصفته قلعة صمود ضد التهويد وضد فرض خريطة جديدة في فلسطين، حسب تعبيره.
وأوضح بلكبير في تصريح للجزيرة نت أن "تنظيم المهرجان يدخل في إطار فرض لوبي عالمي لقيم التهتك على الجميع، الذي هو قمة المجون والخلاعة، والاستهتار بقيم الأسرة والمجتمع والدولة أيضا، وضرب لاستقرارهم جميعا".
وطالب الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي على صفحته في فيسبوك بمنع المهرجان، رابطا الترخيص له بما وصفه "بالمس بمقومات الشعب المغربي الدستورية والمؤسساتية، وبدفاعهم الدائم عن القدس الشريف".
وكتب هناوي غاضبا "إذا لم تمنع الدولة حفل الرقص الشرقي الذي ترعاه الراقصة الصهيونية في مراكش.. فهل يبقى للدستور قيمة ولعهد القدس حُرمة؟!".

ووصل التنديد بالمهرجان إلى المنظمات الطلابية في المدينة، واعتبر كل من منظمة التجديد الطلابي والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان إقامة فعالياته تدنيسا لأرض مراكش، ومساسا بحرمة شهر رمضان المبارك.
ودعا بيان مشترك للمنظمتين إلى التصدي لتنظيم المهرجان، مطالبا البرلمان المغربي والجهات المختصة بوقف مسلسل التطبيع والتلاعب بمشاعر وحرمة الشعب المغربي، ومحملا الحكومة المغربية مسؤولية حماية أرض الوطن من الاختراق الصهيوني.
وليست هذه المرة الأولى التي تكون فيها مراكش المغربية قبلة للتطبيع، فقد استقبلت أخيرا الفريق الإسرائيلي لرياضة الجودو ورفرف علم النجمة السداسية في سمائها، مما أغضب المغاربة.
وعاش المغرب على إيقاع ضغط إعلامي رهيب بسبب الترويج لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرباط، وهو ما دفع ناشطين للمطالبة بإصدار بيان رسمي. كما وصل الأمر إلى حد طرح السؤال على الناطق الرسمي للحكومة المغربية مصطفى الخلفي بعد انعقاد مجلس للحكومة، وحينها قال إنه لا يجيب على الإشاعات.
وأثارت إقامة حفل المغني اليهودي الفرنسي ذي الأصول الجزائرية إنريكو ماسياس موجة غاضبة لمناهضي التطبيع، كما ساهم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في سحب المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال وسام التكريم للشاعرة المغربية بشرائيل الشاوي بسبب تطبيعها مع إسرائيل.
ويتوقع وايحمان مناهضة كبيرة لمهرجان الرقص الشرقي، مبرزا للجزيرة نت أن خطوات في اتجاهات مختلقة سيتم اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ومؤكدا أن الشعب المغربي لديه مناعة كبيرة لمقاومة مثل هذه المبادرات التطبيعية وفضحها، وفق تعبيره.