غزة.. أجواء حرب وترقب لحجم الرد الإسرائيلي

رائد موسى-غزة
يعيش سكان قطاع غزة على وقع أجواء حرب، يشعرون أن طبولها قد تقرع في أي لحظة، إثر إعلان إسرائيل عن صاروخ أطلق من القطاع وسقط بمدينة تل أبيب، مخلفا إصابات وأضرارا، وهي المرة الثانية في غضون أيام قليلة.
وفيما بدت الحركة اعتيادية في شوارع مدينة غزة، كبرى مدن القطاع، رفعت الأجهزة الأمنية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفصائل المقاومة، من درجة الجهوزية والتأهب، تحسبا لتصعيد إسرائيلي مباغت.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، للجزيرة نت، إن تعميما صدر لجميع الأجهزة والوحدات بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال الساعات القليلة المقبلة، التي قد تشهد ردا إسرائيليا على الصاروخ الذي ضرب تل أبيب.
لكن المصادر حذرت -في الوقت نفسه- من توظيف إسرائيل لعملائها لبثّ الشائعات وإثارة الفوضى والقلق في أوساط المواطنين، في خطوة منها لممارسة حرب نفسية تسبق أي رد فعل حقيقي على الأرض.

وفي رد أولي منها على الصاروخ، قررت إسرائيل إغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري الوحيد جنوب شرقي القطاع، وبيت حانون (إيرز) المخصص لعبور الأفراد شمال القطاع، وتقليص مساحة الصيد في بحر غزة، حتى إشعار آخر.
حركة اعتيادية
وقال أبو جمال اليازجي -صاحب محل "سوبر ماركت" في غزة- إن حركة الشراء اعتيادية، ولم يطرأ أي تصاعد أو "تهافت" على شراء المواد الغذائية، خصوصا المعلبات، مثلما كانت عليه الحال في أجواء مماثلة سبقت الحروب وعمليات التصعيد الإسرائيلية.
وأرجع اليازجي سبب ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها معظم السكان في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي، وقلة الرواتب.
وقرر مجلس أولياء الأمور في غزة أن طلاب الفترة المسائية غير "مقيدين أو ملزمين" بالحضور، نظرا لتطورات الأوضاع الأمنية السائدة في غزة.

وتفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع الأجواء التي خلفها الصاروخ، وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قرر قطع زيارته لواشنطن، وتوعد برد "غير مسبوق" في غزة.
رد قاس
واستبقت فصائل المقاومة في غزة، في بيانات منفصلة، أي رد فعل إسرائيلي بالتحذير من أن "الرد سيكون قاسيا" إذا ارتكبت إسرائيل أي "حماقة".
وتوقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور عدنان أبو عامر أن تشهد غزة "موجة تصعيد إسرائيلية عنيفة دون سفك دماء ودون أن تتدحرج إلى حرب واسعة".

وقال أبو عامر، للجزيرة نت، إن الحسابات في مثل هذا الوقت تكون دقيقة للغاية، وقد يحدث تطور ميداني يقود إلى غير ما هو مراد أو متوقع.
وذكر أن إسرائيل حاليا منشغلة في "التحليل الأمني والاستخباري"، ودراسة حجم الرد على الصاروخ، وليست في وارد استيعاب أن "الصاروخ أطلق عن طريق الخطأ"، كما حدث في المرة الماضية.
وأشار إلى أن نتنياهو في "وضع صعب" واللعبة الانتخابية تفرض عليه الرد، ولكن يبقى السؤال: ما حجم الرد المتوقع؟