نابلس تشيع شهداءها ودعوات للانتقام
عاطف دغلس-نابلس
شيع أهالي مدينة نابلس في الضفة الغربية الشهيدين زيد النوري ورائد حمدان اللذين استشهدا بعد منتصف الليلة الماضية، بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليهما بمنطقة شارع عمان (شرق المدينة).
وانطلق موكب الشهيدين ظهر اليوم من أمام مشفى "رفيديا" الجراحي إلى دوار الشهداء (وسط المدينة)، حيث أقيمت جنازة عسكرية للشهيدين، وألقيت عليهما نظرات الوداع، ثم حُملا على أكتاف الجماهير الغاضبة التي صدحت حناجرها لتمجيد الشهداء والدعوة بالرحمة لهم والثأر من الاحتلال.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيدين اللذين غُطّيا بالعلم الفلسطيني عند الدوار، ثم نقلا إلى المقبرة الغربية حيث ووري جثمانهما الثرى، وألقيت كلمات القوى والفصائل الوطنية التي أتت على ذكر مناقبهما.
ودعا عضو لجنة التنسيق الفصائلي عماد اشتيوي للانتقام للشهداء وتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال بكل مناطق تواجده، لا سيما نقاط التماس معه.
وقال في تصريحه للجزيرة نت إنه يجب التصدي لكل محاولات الاحتلال ومساعيه الرامية لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم.
إضراب شامل
وكانت القوى الوطنية أعلنت الإضراب الشامل حدادا على روح الشهداء، ونعتهم عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة فجر اليوم الأربعاء.
وطال الإضراب المحال التجارية والأسواق والمؤسسات الخاصة والأهلية كالجامعات، في حين أكدت وزارة التعليم أن الإضراب لا يشمل المدارس.
واستشهد الشابان زيد النوري ورائد حمدان بمنطقة شارع عمان شرق المدينة بعد إطلاق جيش الاحتلال النار عليهما أثناء مرورهما بمركبة كانا يستقلانها في المنطقة.
وادعى الاحتلال أن الشابين "ألقيا عبوات ناسفة" من المركبة التي كانا يستقلانها صوب الجنود الذين اقتحموا المنطقة قبيل منتصف الليل لتأمين دخول المستوطنين لقبر يوسف لأداء طقوس وشعائر تلمودية هناك، حيث يقومون بذلك باستمرار.
ونفت مصادر فلسطينية وشهود عيان رواية الاحتلال، وقالوا إن الجنود أطلقوا النار بكثافة تجاه المركبة، ثم قاموا بتحطيمها بواسطة جرافة عسكرية، قبل احتجاز الجثامين ونقلها لمعسكر حوارة.
ونقل ضابط الإسعاف في الإغاثة الطبية جرير قناديلو في حديثه للجزيرة نت أن جنود الاحتلال وضعوا مركبة عسكرية لحجب الرؤية عن أطقم الإسعاف الفلسطيني ومنعها من الوصول خلال تحطيم المركبة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجزت جثامين الشهداء عدة ساعات بمعسكر حوارة (جنوب نابلس) قبل أن تفرج عنها في ساعات الصباح الأولى وتنقل لمشفى "رفيديا".