تحضيرات لدفن ضحايا نيوزيلندا ورئيسة الوزراء تشيد بشجاعة المصلين

وقال موفد الجزيرة إلى كرايست تشيرتش فادي سلامة إن تسليم الجثامين بدأ منذ صباح الثلاثاء، إذ تم تسليم تسع جثث نقلت إلى مكان مخصص لتغسيلها ثم تكفينها، ويتعرف أهل الضحايا على ذويهم، ويلقون النظرة الأخيرة ثم تُرجع الجثامين إلى مستشفى المدينة.
وأضاف أن أحد ممثلي الجالية المسلمة بالمدينة قال للجزيرة إنهم يخططون لدفن جماعي للضحايا عقب صلاة الجمعة المقبلة، أي بعد أسبوع من المجزرة، وإذا لم يتمكنوا من ذلك فسيتأخر الأمر، لأن عملية التعرف على الجثامين بواسطة الحمض النووي تتطلب بعض الوقت.
وقالت مديرة وزارة الدفاع المدني وإدارة الطوارئ في مؤتمر صحفي إن الوزارة كانت مدركة تماما لضرورة التعامل بحساسية مع متطلبات كل أسرة من ذوي الضحايا.
كما أفادت السلطات النيوزيلندية اليوم الثلاثاء بأن ثلاثين شخصا ممن أصيبوا في إطلاق النار على المصلين في مسجدين في كرايست تشيرتش لا يزالون في المستشفى، تسعة منهم في حالة حرجة.

وجرى نقل طفل يبلغ من العمر أربع سنوات إلى مستشفى في أوكلاند في حالة حرجة، حسبما قال الرئيس التنفيذي لهيئة الصحة بمقاطعة كانتربري.
الحزن والتضامن
من جانب آخر، تتواصل مشاعر الحزن على الضحايا والتضامن مع ذويهم، ويواصل عشرات من المتضامنين التوافد على محيط مسجد النور أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم، ويضع الزائرون باقات الزهور ولافتات تعبر عن رفضهم للحادث المأساوي قرب المستشفى الذي يعالج به المصابون.
ومعظم الضحايا مهاجرون أو لاجئون من دول منها باكستان والهند وتركيا والصومال والكويت وبنغلادش. وتسعى أسر الضحايا للسفر إلى هناك من أجل حضور الجنازات، وقالت سلطات الهجرة النيوزيلندية إنها أصدرت 65 تأشيرة.
وفي خطاب مواساة بالبرلمان اليوم، دعت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إلى دعم الطائفة المسلمة المكلومة، لا سيما عند عودتها إلى صلاة الجمعة. وقالت "نحن واحد. إنهم نحن" وأنهت خطابها بتحية "السلام عليكم" بالعربية.
وأثنت أرديرن على شجاعة وجسارة المصلين الذين كانوا في المسجدين اللذين تعرضا للهجوم يوم الجمعة الماضي.
وقالت رئيسة الوزراء في العاصمة ولنغتون إن قوات الأمن ضاعفت الإجراءات الأمنية في كرايست تشيرتش أمام أبواب المساجد على وجه الخصوص. وأضافت أن أسر الضحايا سوف تحصل على العدالة وأن منفذ الجريمة إرهابي ومجرم ومتطرف ولا يستحق ذكر اسمه، والأَولى ذكر ضحايا الجريمة.
كما أكدت ضرورة إعادة النظر بقوانين حيازة السلاح من أجل حماية أمن البلاد، وقالت إن الحكومة اجتمعت لمناقشة الموضوع وستعلن قراراتها قريبا.
فيديو الجريمة
وفي سياق متصل، قالت فيسبوك إن فيديو البث الحي الذي نشره منفذ المجزرة عبر حسابه لم يحظ سوى بمئتي مشاهدة قبل أن تحذفه الشركة، لكنها حذفت أكثر من ثلاثة ملايين فيديو مقتطع من البث الحي ونشرها مستخدمون آخرون.
وأكدت الشركة أنها حذفت الحسابات الشخصية على فيسبوك وإنستغرام لمنفذ الهجوم الإرهابي، كما حذفت حسابات المدافعين عن الهجمات في نيوزيلندا.
وكانت الشرطة النيوزيلندية قد اعتبرت فيديو المجزرة مادة ممنوعة يعاقب من ينشرها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما، وغرامة تصل إلى سبعة آلاف دولار أميركي.