مئات الجرحى بغزة ينتفضون ضد قطع السلطة رواتبهم

رائد موسى-غزة

اتكأ الجريح الفلسطيني ظريف الغرة على عكازين وبدا غير متوازن في مشيته، لكنه أظهر عزيمة وإرادة قويتين على مواصلة نضاله السلمي برفقة 1100 جريح في غزة ضد قطع السلطة الوطنية رواتبهم منذ شهرين، ضمن ما يعتبره الجرحى "عقوبات السلطة ضد قطاع غزة".

ويُضرب الغرة، وهو منسق حراك الجرحى المقطوعة رواتبهم، برفقة آخرين من رفاقه عن الطعام منذ سبعة أيام، للفت الأنظار إلى قضيتهم التي يقولون إنها "مهمّشة" ولا تلقى الاهتمام المطلوب من الفصائل والقوى السياسية، ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.

ومثلما يدرك المضربون بأن الرئيس محمود عباس هو المسؤول عن قرار قطع رواتبهم، ضمن سياسة الإجراءات العقابية التي يفرضها ضد غزة منذ أبريل/نيسان 2017، فإن ظريف ورفاقه يدركون أيضا أن حل مشكلتهم بيد عباس دون سواه، ويذكروه بما يعلنه مرارا عن تقديره للشهداء والجرحى والأسرى.

وعود عباس
وتساءل الغرة في مقابلة مع الجزيرة نت "أين الرئيس عباس من تصريحاته بأنه لن يخضع للضغوط، ولو أن هناك قرشا واحدا لدى السلطة فسيصرفه لذوي الشهداء والأسرى والجرحى، فبماذا يبرر قطع رواتبنا في غزة؟".

وقال منسق حراك الجرحى المضربين "إذا كان الرئيس عباس غير مسؤول بشكل مباشر عن قرار قطع رواتب الجرحى، فإننا ندعوه إلى إعادتها فورا، ومحاسبة المتورطين في اتخاذ هذا القرار".

إعلان

الغرة -الذي أصيب بإعاقة دائمة جراء إصابته بنيران الاحتلال مع بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان وقتها في الـ 15 من عمره- نأى ورفاقه بأنفسهم عن أي "تجاذبات ومناكفات سياسية" مطالبين الجميع بتحييدهم عن أي خلافات.

الغرة: إذا كان عباس غير مسؤول بشكل مباشر عن قرار قطع الرواتب فندعوه لإعادتها فورا (الجزيرة)
الغرة: إذا كان عباس غير مسؤول بشكل مباشر عن قرار قطع الرواتب فندعوه لإعادتها فورا (الجزيرة)

أوضاع صعبة
وبدا الغرة متأثرا عند حديثه عن أوضاع الكثير من الجرحى الذين لم يبخلوا بدمائهم وأجزاء من أجسادهم، وباتوا معاقين لا يرجون سوى العيش بكرامة، وأصبحوا اليوم جراء قطع مصدر رزقهم الوحيد غير قادرين على توفير أدنى متطلبات الحياة لأسرهم.

وقال الغرة، وهو أب لثلاثة أطفال ويعيل أبويه أيضا، إنه يقطن منزلا بالإيجار، وكان يتكفل بمساعدة شقيقه الذي يعيل أسرة من سبعة أبناء، وطالته أيضا عقوبات السلطة وقطعت راتبه، ويضيف "أصبحنا نموت كل يوم وليس معنا ما نطعم به أطفالنا".

ولجأ الجرحى المقطوعة رواتبهم إلى ديوان المظالم بالهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، وتقدموا بشكوى ضد السلطة الوطنية، وسيتواصلون الأيام المقبلة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقوى والفصائل من أجل الدفاع عن قضيتهم واستعادة حقوقهم.

وشرعوا في احتجاجهم بالتزامن مع ذكرى يوم الجريح الفلسطيني الذي يوافق الـ 13 من مارس/آذار الجاري، لكن التزامن مع احتجاجات مناهضة للغلاء والضرائب في غزة دفع قوى الأمن أن تطلب منهم فض الاعتصام منعا لأي إشكالات.

المصدر : الجزيرة

إعلان