تقنين حيازة الأسلحة.. لماذا أسرعت نيوزيلندا وتأخرت الولايات المتحدة؟

Tribute to victims of twin terror attacks in New Zealand- - CHRISTCHURCH, NEW ZEALAND - MARCH 19: People place flowers at memorial sites as a tribute to victims of the Friday’s terrorist attacks on two mosques that left at least 50 people killed in Christchurch, in New Zealand on March 19, 2019. At least 50 people were reportedly killed in twin terror attacks targeting mosques in Christchurch, New Zealand, an official said on Friday. Witnesses claim the Al Noor Mosque
جريمة كرايست تشيرتش الإرهابية أعادت إلى النقاش قوانين حيازة الأسلحة في نيوزيلندا والعالم (الأناضول)

صورة قاتمة
وإذا كان الأمر يبدو ملحا في الحالة النيوزيلندية بعد الجريمة الإرهابية فإن الوضع في الولايات المتحدة أكثر إلحاحا ومنذ عقود، لكن من دون أن يدفع ذلك الإدارات الأميركية المتعاقبة لمراجعة القانون بسبب نجاح لوبي السلاح الأميركي في فرض عدم اتخاذ أي إجراء قانوني ضد انتشار الأسلحة وسط المواطنين.

وقد أفادت دراسة صدرت في 2018 بأن الأميركيين -وهم يشكلون 4% من سكان العالم- يملكون 857 مليون قطعة سلاح، وهو ما يعادل 46% من قطع الأسلحة التي يملكها مدنيون حول العالم.

وكشفت الدراسة أنه بحلول نهاية 2017 أضحى هناك 120 قطعة سلاح لكل مئة مقيم في الولايات المتحدة.

ولقي الآلاف مصرعهم في حوادث إطلاق نار داخل مطاعم وملاهٍ ومدارس أميركية، وفي كل مرة تنطلق نقاشات بشأن ضرورة مراجعة قانون ترخيص الأسلحة، لكن دون جدوى.

ويحتج الأميركيون على الجمعية الأميركية الوطنية للبنادق باعتبار أنها الراعي الرسمي للأسلحة الشخصية في الولايات المتحدة، مطالبين الكونغرس بسن تشريع بشأن تشديد السيطرة على الأسلحة.

وبعد مجزرة لاس فيغاس في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2017 -التي قتل فيها نحو ستين شخصا وجرح المئات- تعالت أصوات نواب ديمقراطيين للمطالبة بالتحرك من أجل وضع تشريعات مقيدة لحمل السلاح، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن الوقت ليس مناسبا لنقاش سياسي بشأن الضوابط الخاصة بحيازة السلاح.

ترامب والسلاح
ويعتبر ترامب من أبرز المدافعين عن حرية اقتناء السلاح، وسبق أن تعهد خلال حملته الانتخابية بالدفاع عن ذلك الحق "المقدس" لدى فئات من الأميركيين، ورفع القيود التي وضعها الرئيس السابق باراك أوباما على شراء الأسلحة.

كما أن ترامب ليس وحيدا، فهناك فريق قوي يعارض بشدة وضع أي تشريعات من شأنها تقييد حق امتلاك الأسلحة، ويقود هذا التيار قادة في الحزب الجمهوري المحافظ و"لوبي" شركات تصنيع الأسلحة أو ما تعرف بجماعات الضغط التي تتزعمها الجمعية الوطنية للأسلحة (أن آر أي)، وتطالب بنشر المزيد من الأسلحة للدفاع عن النفس، ولهذه الجمعية تأثير فعلي على المشرعين الأميركيين في الكونغرس.

ويحمي التعديل الثاني للدستور الأميركي الحق في حمل الأسلحة، ويدافع الناشطون المؤيدون للحق في حمل السلاح عن هذا البند بشدة.

وينص القانون الأميركي على أن عملية شراء سلاح بشكل قانوني تستلزم تحري مكتب التحقيقات الفدرالي عن بيانات سجل السوابق الجنائية للمشتري.

وأصدر الكونغرس قانونا وقعه الرئيس السابق بيل كلينتون عام 1994 يحظر التصنيع والاستخدام المدني للأسلحة النارية نصف الآلية (الأسلحة الهجومية) لمدة عشر سنوات، وتم تحديد 19 نوعا من الأسلحة النارية وتصنيف مختلف البنادق نصف الآلية والمسدسات والبنادق بأنها أسلحة هجومية، وانتهى ذلك الحظر في سبتمبر/أيلول 2004، وصدرت دعاوى تطالب بتجديد الحظر.

كما أن المحكمة العليا الأميركية أصدرت عامي 2008 و2010 قرارا تاريخيا أكدت فيه أن المادة الثانية في الدستور تحمي حق الفرد في امتلاك سلاح ناري من دون أن يكون شخصا عسكريا أو مرتبطا بالجيش.

المصدر : الجزيرة + وكالات