واشنطن بوست: رد فعل ترامب على مذبحة نيوزيلندا يسلط الضوء على عدائه للمسلمين
شنت صحيفة واشنطن بوست هجوما لاذعا على رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مسجدان في نيوزيلندا من قِبل متطرف أسترالي أبيض يوم الجمعة الماضي وراح ضحيته خمسون مسلما.
وذكرت الصحيفة أن ترامب لم يستجب حتى أمس الاثنين لطلب رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسندا آرديرن منه إبداء "التعاطف والمحبة" حيال المجتمعات المسلمة كافة.
لكنه بدلا من ذلك وضع نفسه موضع الضحية عندما كتب تغريدة في صفحته على موقع تويتر قال فيها: "إعلام الأخبار الكاذبة يبذل كل ما في وسعه لتحميلي مسؤولية الهجوم المرعب في نيوزيلندا".
قومية بيضاء
ووصفت الصحيفة -في تقرير لها- تفاعل ترامب مع الجريمة التي راح ضحيتها خمسون مسلما بأنه يلقي الضوء على "تاريخه العدائي" تجاه المسلمين.
وجاء في التقرير الذي أعدته الصحفية أشلي باركر وزميلها جوش داوسي –اللذان يغطيان شؤون البيت الأبيض لواشنطن بوست- أن الاستجابة الفاترة من جانب ترامب على مجزرة نيوزيلندا تبرز علاقته المشحونة والعدائية مع الإسلام والمسلمين التي يعود تاريخها إلى حملته الانتخابية على الأقل.
وطوال حملة ترشحه للرئاسة وبعد توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، دأب ترامب –بحسب الصحيفة- على إصدار بيانات وسنّ سياسات يراها العديد من المسلمين وآخرون "مسيئة ومزعجة في أحسن الأحوال، وخطيرة تنم عن خوف من الإسلام على أحسن الأحوال".
خطاب ترامب
وأشارت الصحيفة إلى أن الجاني -وهو رجل أبيض من أستراليا- وصف في بيان مطول ترامب بأنه "رمز لهوية بيضاء متجددة ولهدف مشترك"، مشيرة إلى أنه بدا وكأنه يردد الخطاب المتشدد نفسه للرئيس الأميركي حول الهجرة دامغا المهاجرين بأنهم "غزاة داخل بلادنا".
وفي إجابته عن سؤال لأحد الصحفيين يوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه لا يعتبر القومية البيضاء تشكل تهديدا متعاظما حول العالم، وهو تصريح يتناقض مع واقع الحال كما تؤكد واشنطن بوست.
مؤشرات خطيرة
وأفادت الصحيفة بأن تقريرا نشره أحد مراكز الدراسات الأميركية –واسمه "سذرن بفرتي لو"- في فبراير/شباط رصد في عام 2018 وجود 1020 جماعة تحض على الكراهية منتشرة في جميع أرجاء الولايات المتحدة. كما أظهر هذا التقرير زيادة في معدل الوفيات المرتبطة باليمين المتطرف، حيث قتل المتعصبون البيض في الولايات المتحدة وكندا أربعين شخصا على الأقل.
غير أن البيت الأبيض سرعان ما انبرى لدحض أي إيحاء يقرن ترامب بمجزرة نيوزيلندا. وحثت كيليان كونواي وهي صحفية ومستشارة للرئيس الأميركي الجمهور والإعلام، على قراءة بيان الجاني كله، مضيفة أن اسم ترامب لم يرد فيه سوى مرة واحدة فقط.
عنصرية ترامب
وتمضي واشنطن بوست في انتقاداتها للرئيس أن لترامب تاريخا طويلا من الإساءة للمسلمين والأقليات الأخرى، بينما يرفض في الوقت نفسه إدانة الفكر الذي يؤمن بتفوق العِرق الأبيض والقومية التي تنتهج العنف.
وعزت الصحيفة صعود ترامب السياسي في جزء منه إلى تبنيه مقولة "خاطئة وعنصرية" تزعم أن سلفه باراك أوباما ليس من مواليد الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي ظل يستخدم لغة يرى كثير من المسلمين أنها مسيئة.
ونقلت باركر وزميلها داوسي -في تقريرهما- عن بعض النقاد قولهم إن تعاطي ترامب مع الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا يأتي في إطار نهج مألوف يبدي فيه الرئيس في كثير من الأحيان حرصا على تسليط الأضواء على الهجمات وجرائم الكراهية التي يرتكبها مسلمون، لكن رده على الهجمات التي يكون فيها المسلمون ضحايا غالبا ما تتسم بالبطء واستخدام لغة مخففة.
وتابعت واشنطن بوست في التقرير الإشارة إلى استطلاع أجراه مركز بيو للبحوث عام 2017 وجاءت نتائجه لتعكس نظرة الجمهور إلى موقف ترامب العدائي إزاء المسلمين والإسلام، والتزامه الصمت المطبق عندما يتعلق الأمر بتصرفات القوميين البيض.
فقد أظهر ذلك الاستطلاع أن 68% من المسلمين الأميركيين يرون أن ترامب جعلهم يشعرون بالقلق. وكشف استطلاع آخر أجرته جامعة كوينيبياك، أن نصف المصوتين تقريبا يعتقدون بأن ترامب عنصري.