إعلام مصر.. متلازمة باريس وحجاب سهير رمزي يغطيان على تعديل الدستور
منذ تولي السيسي منصب الرئاسة كثرت المطالب الإعلامية والبرلمانية المنادية بتعديل الدستور، بما يسمح بمدد رئاسية أطول للسيسي، لكنه لم يصدر أي تعليق رسمي على هذه المطالب سوى ما صرح به السيسي في سبتمبر/أيلول 2015 بأن الدستور "كتب بنوايا حسنة، والدول لا تبنى بالنوايا الحسنة فقط".
وعلى مدار الأسابيع الماضية، خصص الإعلام المصري المرأي والمسموع والمقروء مساحات واسعة لإقناع الشعب المصري بضرورة تعديل الدستور.
وعندما أعلن المكتب السياسي لائتلاف "دعم مصر" (ائتلاف الأغلبية بمجلس النواب ويمثله 317 عضوا من 596) تقدمه أمس الأحد بمقترحات لتعديل الدستور؛ توقف الإعلام عن تناول القضية، واكتفى مقدمو برامج "التوك شو" بذكر خبر بيان رئيس مجلس النواب حول طلب تعديل الدستور، ثم انطلقوا للتعليق على أحداث بعيدة عن الموضوع برمته.
المذيع أحمد موسى -الذي اشتهر عنه الدفاع عن كل ما يقدمه النظام- اختار التعليق على فوز النادي الأهلي في مباراة ببطولة أفريقيا، في حين استضاف الإعلامي وائل الإبراشي الممثل أحمد آدم ليقلد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
متلازمة باريس
وتحدثت المذيعة شريهان أبو الحسن في برنامجها "ست الحسن" على قناة "أون إي" عما اسمتها "متلازمة باريس" التي تصيب السائحين اليابانيين عندما يزورون العاصمة الفرنسية، كما فضل الإعلامي عمرو أديب الحديث في برنامجه "كل يوم" عن خلع الفنانتين سهير رمزي وشهيرة الحجاب.
الغريب أن القناة الوحيدة التي استضافت نوابا من البرلمان للحديث عن التعديلات كانت فضائية "الرافدين" العراقية، ومن خلال برنامج يقدمه عضو مجلس النواب سعيد حساسين، حيث استضاف وكيل مجلس النواب ومعه عضو اللجنة التشريعية بالبرلمان وعددا من النواب، وجاء كلامهم في سياق أن التعديلات الدستورية تصب في صالح الوطن.
في حين ذهب الإعلامي محمد الباز -صاحب التصريح الشهير بتحريضه على قتل المعارضين- إلى مدى أبعد في تأييد التعديلات الدستورية المقترحة، حيث أكد أن التعديلات تجعل الجيش حارسا للديمقراطية، مشيرا إلى أن إحدى المواد التي ستضاف للتعديل تنص على أن القوات المسلحة هي المسؤولة عن الحفاظ على قوام الدولة ومبادئها.
وأضاف الباز في برنامجه "90 دقيقة" المذاع على فضائية المحور أن الشعب لن يحتاج إلى دعوة القوات المسلحة إلى النزول للشارع في حال حدوث أية مشكلة، بل ستنزل من تلقاء نفسها لأن ذلك سيصبح حقا دستوريا.
وبعيدا عن الشاشات، اكتفت الصحف الخاصة والحزبية بالإشارة إلى بدء البرلمان أولى خطوات التعديل في صدر صفحاتها الأولى، وتتمة الخبر في الصفحات الداخلية، شأنه شأن أي قرار عادي يتخذه البرلمان، في حين تراجع الخبر على الصفحة الأولى للصحف القومية، مفسحا المجال أمام خبر اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الاقتصاد الألماني.