فنزويلا تشدد أمن الحدود وموسكو تتهم واشنطن بتسليح المعارضة
تصاعد الجمعة التوتر على حدود فنزويلا مع كولومبيا والبرازيل بينما تستعد المعارضة الفنزويلية لمحاولة إدخال مساعدات أميركية قالت روسيا إنها تشكل ذريعة لتدخل عسكري أميركي.
وعزز الجيش الفنزويلي إجراءاته عند المعابر على الحدود مع كولومبيا كي يمنع المعارضة من أن تدخل عنوة بداية من السبت مساعدات أميركية مكدسة في مدينة كوكوتا الكولومبية الحدودية، وكانت السلطات الفنزويلية قررت قبل ذلك إغلاق الحدود مع البرازيل لنفس السبب.
وتشمل الإجراءات الأمنية إغلاق جسر سيمون بوليفار الذي يربط فنزويلا بمنطقة كوكوتا الكولومبية، وتم إغلاق الجسر من الجانب الفنزويلي بواسطة حاويات ضخمة.
كما منع الجيش الفنزويلي عددا من مؤيدي المعارضة من الوصول إلى الحدود الكولومبية في محاولة لإدخال المساعدات التي تقول واشنطن إن الفنزويليين يحتاجونها، بينما وصفها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالعرض الرخيص.
وفي في إطار التوتر المتصاعد على الحدود الفنزويلية، أفادت أنباء بمقتل شخصين وإصابة 15 آخرين من السكان الأصليين الجمعة برصاص الجيش الفنزويلي في مواجهات مرتبطة بإدخال المساعدات في مقاطعة غران سابانا على الحدود مع البرازيل.
وكان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو -الذي أعلن نفسه قبل شهر رئيسا بالوكالة- توجه الخميس من العاصمة كراكاس ضمن قوافل من أنصاره إلى الحدود مع كولومبيا لإدخال المساعدات بداية من السبت.
وتم تخزين المساعدات، وهي شحنات من الغذاء والدواء، في مدينة كوكوتا الكولومبية، ويفترض إدخالها عبر جسر سيمون بوليفار.
بيد أن السلطات الفنزويلية اتخذت إجراءات لمنع دخول تلك المساعدات التي يقول مادورو إن البلاد ليست بحاجة إليها، وإنها تندرج ضمن محاولة الانقلاب عليه بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد أعلن مادورو أنه يدرس إمكانية إغلاق الحدود مع كولومبيا بشكل كامل بعدما أعلن إغلاق كامل الحدود البرية مع البرازيل قبل يومين من الموعد الذي حدده غوايدو لإدخال مساعدات أميركية إلى البلاد.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش حظر مغادرة السفن الموانئ الفنزويلية حتى يوم الأحد لتجنب أية تحركات لجماعات وصفها بالإجرامية.
سيناريو المواجهة
وقال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني إن احتمال حدوث مواجهات عند المعبر الرئيس بين البلدين متوقف على رد فعل الجيش الفنزويلي في حال حاول المعارضون إدخال شحنات المساعدات.
وأضاف أن الوضع على الحدود قبل يوم من الموعد المقرر لإدخال المساعدات يتسم بالهدوء الحذر، مشيرا إلى عملية حشد للمعارضين عبر أنشطة تشمل حفلات موسيقية.
وفي وقت سابق، حطت طائرة قادمة من مدينة ميامي الأميركية تحمل خمسين طن أغذية وأدوية بجزيرة كوراساو الهولندية في البحر الكاريبي، حيث يُـنتظر أن تشحن إلى فنزويلا التي أعلنت حكومتها منع دخول أي مساعدات.
وقال مسؤول بالمعارضة إن هذه المساعدات ستُـنقل إلى مرفأ مجاور بانتظار الحصول على إذن من الحكومة المحلية في كوراساو لشحنها إلى فنزويلا غدا.
في الأثناء، قالت الخارجية الروسية اليوم إن اعتزام الولايات المتحدة إرسال مساعدات إنسانية لفنزويلا خطوة استفزازية. وأضافت أن واشنطن تخطط لإمداد المعارضة هناك بالسلاح تحت غطاء تلك المساعدات.
كما أشارت الخارجية الروسية في بيان إلى أن الولايات المتحدة تنقل قوات خاصة وآليات باتجاه الحدود الفنزويلية. وكان ترامب قال مرارا إن اللجوء للقوة بفنزويلا يظل خيار قائما، لكن دولا بالمنطقة على غرار البرازيل -التي تدعم غوايدو- حذرت من مغبة التدخل عسكريا في بلد لديه أكبر احتياطي مؤكد من النفط في العالم.
من جهتها، أكدت الصين رفضها استخدام القوة ضد فنزويلا، وحذر الناطق باسم الخارجية الصينية من أن إدخال مساعدات إنسانية رغم معارضة الحكومة الفنزويلية قد تكون له عواقب وخيمة من حيث الاستقرار والأمن.