أكراد سوريا يسلمون مقاتلين من تنظيم الدولة للعراق ويحاصرون معقله الأخير
تسلم العراق من قوات سوريا الديمقراطية أكثر من مئة من مواطنيه المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بينما يتصاعد الضغط على بضع مئات من مقاتلي التنظيم المحاصرين في آخر جيب لهم شرق نهر الفرات بسوريا.
ولم يتضح ما إذا كان هؤلاء ممن سلموا أنفسهم في قرية الباغوز بريف محافظة دير الزور (شرقي سوريا)، وهي المعقل الحضري الأخير المتبقي للتنظيم شرق نهر الفرات، أو أنهم كانوا محتجزين في سجون القوات الكردية السورية.
من جهته، أكد قائد عسكري في قوات الحشد الشعبي المنتشرة على الحدود العراقية السورية أنه لا يوجد أي أجانب بين من جرى تسلمهم مساء أمس من قبل كل من خلية الصقور التابعة للأمن الوطني، واستخبارات الجيش، وقيادة عمليات الجزيرة والبادية.
وجرى نقل هؤلاء المقاتلين ليلا في قافلة من الشاحنات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، وفق ما أظهرته تسجيلات مصورة متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي.
وبالتزامن، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمني عراقي تأكيده تسلم 150 من مقاتلي تنظيم الدولة مساء أمس، مشيرا إلى أن هؤلاء باتوا في "مكان آمن"، ويجري التحقيق معهم.
وقال المسؤول إن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس فيها- تحتجز في سجونها نحو عشرين ألف عراقي يشتبه في انتمائهم للتنظيم، وإن هؤلاء سيعادون إلى العراق على دفعات.
الاستسلام أو الموت
وكان متوقعا أن يخرج اليوم المزيد من المدنيين من الجيب المتبقي لتنظيم الدولة في أطراف قرية الباغوز، لكن عشرات الشاحنات التي أرسلت لنقلهم عادت أدراجها قبل أن تدخل القرية.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن قواته ستواصل جهودها لإخراج المدنيين الذين يجري نقلهم إلى مخيمات، حيث يجري التدقيق في هوياتهم خشية أن يكون بينهم مقاتلون من تنظيم الدولة. وكان نحو أربعين ألف مدني خرجوا مؤخرا من معاقل التنظيم الأخيرة شرق الفرات.
ويقدر المسلحون الأكراد السوريون أعداد مسلحي التنظيم المحاصرين بالكامل منذ أسبوع داخل نصف كيلومتر مربع ببضع مئات، وتحدث أحد قادة الوحدات الكردية عن وجود مجموعات كبيرة من المدنيين بين صفوف المحاصرين.
ويوجد ضمن هذه المساحة الصغيرة مخيم صغير، ويعتقد أن المسلحين المحاصرين والمصممين على القتال يختبئون في أنفاق.
ورجح قادة في قوات سوريا الديمقراطية أن المسلحين المحاصرين، وبينهم أجانب وقادة مهمون، مصممون على القتال حتى الموت، وقالوا إنه في حال التفاوض معهم فسيكون ذلك على أساس استسلامهم بلا شروط مقابل خروج المدنيين.
في الأثناء، قالت مصادر سورية للجزيرة إن تنظيم الدولة أطلق سراح خمسة أسرى كان يعتقلهم من أهالي ريف دير الزور.
على صعيد آخر، قالت مصادر للجزيرة إن سيارة مفخخة انفجرت اليوم في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات. ويأتي التفجير وسط أنباء عن عمليات متزايدة تنفذها خلايا من تنظيم الدولة في مناطق كانت خاضعة له سابقا.