لاكروا: كيف يصنع الرأي العام المناهض لفرنسا في مالي

وأوضح أنه لا يمكن أن يطلب من جنوده المجازفة بمحاربة الإرهاب وحفظ أمن هذه البلدان، وفي نفس الوقت مواجهة رأي عام في هذه البلدان نفسها يصدق بعض الأكاذيب التي تروج عنهم.
وتساءل ماكرون "هل يريدوننا هناك؟ هل يحتاجون إلينا؟ أريد إجابات واضحة يصدقها الفعل على هذه الأسئلة"، وعلقت الصحيفة بأن رسائل التحذير هذه -سواء تلك التي صدرت في الناتو أم التي صدرت السبت الماضي في أبيدجان- موجهة بشكل خاص إلى قادة مالي وبوركينا فاسو.
ونبهت الصحيفة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي في هذين البلدين على الخصوص، تعج بنظريات المؤامرة التي تلمح إلى أسباب غامضة وراء عملية برخان العسكرية التي تقوم بها فرنسا في المنطقة، ولا تبدو ناجحة.
وقالت الصحيفة إن الحماس الذي رافق إطلاق عملية سرفال التي تحولت فيما بعد إلى برخان، قد تبخر بعد أيام وجيزة من الاستقبال الحار الذي لقيه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في تمبكتو، عندما جاء للتعاون مع جيش جمهورية مالي لوقف تقدم "الجهاديين" نحو العاصمة باماكو.
حرق علم فرنسا
وبحسب الصحيفة، تضاعفت الحركات الشعبية ضد التدخل الفرنسي في مالي، وكان بعضها منظما ومدبرا، كما هي الحال في مظاهرات منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أحرق فيها العلم الفرنسي في كاتي. ولكن بعضها كان تلقائيا، كما حدث في 24 من الشهر نفسه بالقرب من مطار موديبو كيتا في باماكو.
وقالت الصحيفة إن المطرب المالي ساليف كيتا ساهم في إشعال هذه الاحتجاجات أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتسجيل مصور، شوهد أكثر من مليون مرة، يقول فيه إن "فرنسا ترسل أناسا لقتل الماليين، ثم تساهم في نشر شائعات بأنهم جهاديون".
ولتحقيق الهدف من هذا التسجيل -كما تقول الصحيفة- يوجه ساليف كيتا اللوم إلى الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا (75 عاما) لخضوعه للشاب الصغير إيمانويل ماكرون.
ومع أن السفارة الفرنسية في مالي وصفت تعليقات ساليف كيتا على الفور بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وبأنها "تشهير وتجاوز في حقها"، فإن الرئيس المالي لم ينفها، بل بدا كأنه يؤكد صحتها، خاصة عندما قال في 28 نوفمبر/تشرين الأول الماضي في إحدى وسائل الإعلام المالية على الإنترنت إن "الغالبية العظمى من مواطنينا لديهم نفس شعور ساليف كيتا".
شعور أقلية
وختمت الصحيفة بالتنبيه إلى استغلال روسي لمعاداة فرنسا في مالي، حيث وقعت باماكو اتفاقية دفاع مع موسكو في يونيو/حزيران 2019، وفي شوارع باماكو ينظر إلى روسيا الآن كبديل من قبل المحبطين من التدخل الفرنسي.