لاكروا: كيف يصنع الرأي العام المناهض لفرنسا في مالي

French soldiers from Operation Barkhane patrol north of Timbuktu November 6, 2014. If the French army and its allies are to keep al Qaeda at bay in the desert of northern Mali they must stop them seizing the biggest prizes in the sea of white sand - the wells. So this month a column of soldiers from France, Burkina Faso and Mali, in armoured vehicles and pick-up trucks, churned toward a village north of Timbuktu where herders water camels and goats. They were looking fo
القوات الفرنسية منتشرة في الساحل في إطار عملية برخان (رويترز)
قبل أيام استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المظاهرات المعادية لوجود بلاده في العديد من بلدان الساحل، خاصة في مالي، حيث أصبحت أصوات مؤثرة مناهضة لوجود قوة برخان تسمع على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشوارع.
 
وقالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن ماكرون جدد استنكاره الذي عبر عنه في قمة حلف شمال الأطلسي للتحركات المعادية للفرنسيين التي يقوم بها أحيانا مسؤولون سياسيون في دول الساحل.

وأوضح أنه لا يمكن أن يطلب من جنوده المجازفة بمحاربة الإرهاب وحفظ أمن هذه البلدان، وفي نفس الوقت مواجهة رأي عام في هذه البلدان نفسها يصدق بعض الأكاذيب التي تروج عنهم.

 
وتساءل ماكرون "هل يريدوننا هناك؟ هل يحتاجون إلينا؟ أريد إجابات واضحة يصدقها الفعل على هذه الأسئلة"، وعلقت الصحيفة بأن رسائل التحذير هذه -سواء تلك التي صدرت في الناتو أم التي صدرت السبت الماضي في أبيدجان- موجهة بشكل خاص إلى قادة مالي وبوركينا فاسو.
 
ونبهت الصحيفة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي في هذين البلدين على الخصوص، تعج بنظريات المؤامرة التي تلمح إلى أسباب غامضة وراء عملية برخان العسكرية التي تقوم بها فرنسا في المنطقة، ولا تبدو ناجحة.
 
وقالت الصحيفة إن الحماس الذي رافق إطلاق عملية سرفال التي تحولت فيما بعد إلى برخان، قد تبخر بعد أيام وجيزة من الاستقبال الحار الذي لقيه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في تمبكتو، عندما جاء للتعاون مع جيش جمهورية مالي لوقف تقدم "الجهاديين" نحو العاصمة باماكو.
 

حرق علم فرنسا

وبعد سبع سنوات -كما تقول الصحيفة- لا يزال الجنود الفرنسيون في مالي، مع أن "الأمن لم يتحسن، بل ساء أكثر من ذي قبل"، كما قال الناشط سليم دومبيا منتصف هذا الشهر عندما كان يقود مسيرة في وسط البلاد.

وبحسب الصحيفة، تضاعفت الحركات الشعبية ضد التدخل الفرنسي في مالي، وكان بعضها منظما ومدبرا، كما هي الحال في مظاهرات منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أحرق فيها العلم الفرنسي في كاتي. ولكن بعضها كان تلقائيا، كما حدث في 24 من الشهر نفسه بالقرب من مطار موديبو كيتا في باماكو.

وقالت الصحيفة إن المطرب المالي ساليف كيتا ساهم في إشعال هذه الاحتجاجات أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتسجيل مصور، شوهد أكثر من مليون مرة، يقول فيه إن "فرنسا ترسل أناسا لقتل الماليين، ثم تساهم في نشر شائعات بأنهم جهاديون".

ولتحقيق الهدف من هذا التسجيل -كما تقول الصحيفة- يوجه ساليف كيتا اللوم إلى الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا (75 عاما) لخضوعه للشاب الصغير إيمانويل ماكرون.

ومع أن السفارة الفرنسية في مالي وصفت تعليقات ساليف كيتا على الفور بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وبأنها "تشهير وتجاوز في حقها"، فإن الرئيس المالي لم ينفها، بل بدا كأنه يؤكد صحتها، خاصة عندما قال في 28 نوفمبر/تشرين الأول الماضي في إحدى وسائل الإعلام المالية على الإنترنت إن "الغالبية العظمى من مواطنينا لديهم نفس شعور ساليف كيتا".

شعور أقلية

ومن ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن العسكري السابق موسى سينكو كوليبالي الذي أصبح سياسيا معارضا أن "هذا الشعور المعادي لفرنسا لا يوجد إلا لدى أقلية"، مضيفا أن "الحكومة اليوم في ورطة، لذلك من مصلحتها رفع هذا الشعور لكي تنسى"، خاصة أن القوات المالية عانت من خسائر فادحة، حيث قتل 150 جنديا على الأقل في هجمات إرهابية، كما تقول الصحيفة.

وختمت الصحيفة بالتنبيه إلى استغلال روسي لمعاداة فرنسا في مالي، حيث وقعت باماكو اتفاقية دفاع مع موسكو في يونيو/حزيران 2019، وفي شوارع باماكو ينظر إلى روسيا الآن كبديل من قبل المحبطين من التدخل الفرنسي.

المصدر : لاكروا