تصعيد ضد المدنيين بريف إدلب.. هل يمهد لهجوم واسع لقوات النظام السوري؟
قتل وأصيب عشرات المدنيين في غارات جديدة على ريف إدلب (شمال غربي سوريا)، في حين يتحدث إعلام النظام السوري عن عملية عسكرية واسعة وشيكة بالمنطقة التي تعد آخر المعاقل الكبير للمعارضة السورية.
وتعرضت مدن وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي والشرقي أمس الخميس لسلسلة غارات نفذتها طائرات تابعة للنظام السورية وأخرى روسية، مما أسفر عن مقتل 16 مدنيا -بينهم خمسة أطفال- وإصابة 45 آخرين، وفق حصيلة قدمها الدفاع المدني بإدلب.
وقال الدفاع المدني المعروف في مناطق المعارضة السورية بالخوذ البيضاء إن ثلاثة أطفال وسيدتين ورجلا قتلوا في مدينة معمرة النعمان جراء قصف بصواريخ شديدة الانفجار أطلقتها قوات النظام السوري المتمركزة في الريف الجنوبي.
ونشر الدفاع المدني في صفحته الرسمية بموقع فيسبوك مقاطع فيديو تظهر قيام عناصره بإسعاف مصابين وإطفاء حرائق اندلعت في محال تجارية بمعرة النعمان جراء القصف الصاروخي.
وذكر المصدر نفسه أن رجلا وامرأة وطفلين قتلوا في غارات روسية على بلدة مرديخ بالريف الشرقي، وقتل رجل وزوجته في غارة لطيران النظام السوري بقرية دير سنبل، في حين أوقعت غارات روسية قتيلا وجرحى في مدينة سراقب، كما قتل مدني آخر في قرية خان السبل.
وكان ما لا يقل عن 23 مدنيا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا الثلاثاء الماضي في قصف مكثف نفذته قوات النظام السوري وروسيا على مناطق متفرقة بإدلب.
ودعا ناشطون إلى التظاهر اليوم الجمعة في منطقة باب الهوى على الحدود مع تركيا، للتنديد بالتصعيد الجاري في إدلب.
وتصاعدت وتيرة القصف على إدلب، في حين تحدثت صحيفة الوطن السورية عن عملية عسكرية يجري التحضير لها من قبل النظام السوري ضد المعارضة المسلحة في ريف إدلب.
وأفاد ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المعارضة السورية صدت أمس الخميس محاولات تقدم لقوات النظام في ريف إدلب الشرقي.
وقال الناشطون إن مسلحي المعارضة قصفوا مواقع وآليات للقوات المهاجمة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصرها وإجبارها على التراجع، مشيرين إلى اشتباكات متزامنة في محورين غرب حلب.
وكانت قوات النظام السوري شنت نهاية أبريل/نيسان الماضي بدعم من روسيا ومجموعات مسلحة أجنبية هجوما واسعا تمكنت خلال من السيطرة على مناطق إستراتيجية شمال حماة وجنوب إدلب، وأسفرت العمليات عن مقتل نحو ألفي مدني وتهجير 400 ألف آخرين.
إدخال المساعدات
من جهة أخرى، دعت أورسولا مولر مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مجلس الأمن الدولي إلى تجديد القرار الذي يسمح بإدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود دون إذن مسبق من الحكومة السورية.
وقالت مولر إن الأمم المتحدة تحتاج إلى الحفاظ على المعابر الحدودية الأربعة الحالية، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أربعة ملايين سوري. وقد قدمت كل من ألمانيا وبلجيكا والكويت مشروع قرار تمت مناقشته لأسابيع عدة.
وينص المشروع على إضافة معبر آخر على الحدود التركية السورية إلى أربعة معابر أخرى كانت تدخل منها المساعدات، وهي باب الهوى وباب السلامة بين سوريا وتركيا، ومعبر اليعربية بين العراق وسوريا، ومعبر الرمثا بين الأردن وسوريا.
وأعلنت عشر دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي تأييدها تجديد آلية تقديم المساعدات لمحتاجيها في سوريا، وحذرت من عواقب كارثية لعدم تجديد الآلية.
وقدمت روسيا والصين الاثنين الماضي مشروع قرار مضادا يدعو لإغلاق معبري اليعربية والرمثا، والإبقاء على معبري باب الهوى وباب السلامة، دون إضافة معبر ثالث على الحدود التركية السورية.
ويدعو مشروع القرار الروسي الصيني إلى تجديد عملية توصيل المساعدات إلى سوريا لمدة ستة أشهر فقط، وقد ناقش مجلس الأمن أول أمس الأربعاء مشروعي القرار المتنافسين خلال جلسة مغلقة.