قصة الطلاق الأبدي.. الإيرانيون يحتفلون بذكرى اقتحام السفارة الأميركية

الجزيرة نت-طهران
وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقية الجزائر يوم 19 يناير/كانون الثاني 1981، وأفرج عن الرهائن رسميا فى اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأميركي الجديد آنذاك رونالد ريغان اليمين الدستورية.
لا حوار
وعشية الذكرى، جدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي موقفه الرافض لأي حوار مع واشنطن، من أجل ما أسماه "قطع الطريق أمام تغلغل وتسلل أميركا إلى البلاد"، وشدد على أن "التفاوض مع أميركا لن يؤدي إلى شيء".
ورأى أن البعض يحرف حقائق التاريخ ويعتبر أن الخلاف بين إيران و"الشيطان الأكبر" يعود إلى أزمة الرهائن، فيما يمتد الخلاف بين الجانبين إلى الانقلاب على حكومة مصدق في 19 أغسطس/آب 1953 وحتى قبل هذا التاريخ.
وعلى الصعيد العسكري، أكد الحرس الثوري والجيش الإيراني في بيانين منفصلين دعمها التام لاقتحام "الوكر التجسسي الأميركي في طهران"، وجددا جهوزيتهما لمواجهة "الاستكبار العالمي" والذود عن "الثورة الإسلامية" على شتى الصعد.
وفيما عزا الجيش الإيراني سبب استتباب الأمن في بلاده إلى "غلق باب السفارة الأميركية في طهران"، شدد الحرس الثوري على أن عدم التفاوض مع "الشيطان الأكبر" يقطع الطريق على نفوذ أميركا وهيمنتها على إيران.

قمة العداء
من جانبه، رأى الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، أن علاقة بلاده مع أميركا "في قمة العداء والمواجهة. وقال إن واشنطن أدركت "بعيد إسقاط الحرس الثوري طائرة غلوبال هوك المسيرة بأن طهران سترد الصاع صاعين على أي اعتداء".
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن السياسة الأميركية الراهنة حيال إيران تجعل إمكانية تطبيع العلاقات الثنائية "شبه معدومة".
لكنه يرى أن عودة العلاقات بين طهران وواشنطن ليست مستحيلة، من بوابة عودة الأخيرة إلى الاتفاق النووي والكف عن عدائها للشعب الإيراني والاستمرار بالتفاوض مع الجانب الإيراني في إطار مجموعة 5+1، حتی إزالة المشاكل العالقة بينهما.
من ناحيته، أشار الباحث السياسي الإيراني حسين رويوران، إلى أن العلاقة بين طهران وواشنطن "إشكالية" باعتبار أن أميركا كانت الآمر الناهي في حقبة نظام الشاه، ووضعت الثورة الإسلامية حدا للنفوذ الأميركي في البلاد.

محاولات فاشلة
ورأى في حديث للجزيرة نت أن "المحاولات الأميركية مثل الحروب والحصار والانقلابات العسكرية لإعادة إيران إلى حظيرتها"، خلقت حالة من عدم الثقة والعداء لدى الشعب الإيراني، تجلت في اقتحام السفارة الأميركية في طهران خشية قيام واشنطن بانقلاب جديد للإطاحة بالثورة الإسلامية.
واعتبر أن جميع المحاولات الأميركية طيلة العقود الأربعة الماضية لعزل إيران من محيطها باءت بالفشل.
وبينما استبقت إيران إحياء الذكرى بالكشف عن جداريات جديدة معادية لواشنطن مرسومة على مبنى السفارة الأميركية السابق، أعلنت خارجية أميركا عزمها تكريم الدبلوماسيين الذين كانوا رهائن في سفارتها.

وسوم وتغريدات
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أطلق إيرانيون وسوما نددت بتفاؤل حكومة الرئيس حسن روحاني بخيار التفاوض مع أميركا، مقابل عدد قليل من المغردين يرون أنه يمكن حل الخلافات عن طريق الجلوس إلى طاولة الحوار.
وفي السياق، اعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ غلام رضا مصباحي، أنه "لا معنى للتفاوض مع أميركا لأنها أثبتت طيلة تاريخها بأنها ناكثة للعهود".
أما خطيب الجمعة في طهران الشيخ كاظم صديقي، فاعتبر أن "التفاوض مع أميركا يوحي بجدوى الضغوط الأميركية لابتزاز إيران"، رافضا خيار الحوار مع واشنطن.