لأول مرة بالعراق.. محافظات الشمال تتضامن مع احتجاجات الجنوب

مدونات - عراق
تستمر المظاهرات منذ أسابيع في المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق وسقط خلالها مئات القتلى وآلاف الجرحى (غيتي)

نظم آلاف العراقيين في محافظات شمال وغرب البلاد ذات الغالبية السنية وقفات داعمة للاحتجاجات في محافظات الجنوب ذات الغالبية الشيعية، بعد التطورات الدامية بالناصرية، التي سيناقشها البرلمان غدا الأحد في جلسة خاصة، استبقها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالإعلان عن نيته الاستقالة.

واحتشد الآلاف في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس، معلنين دعمهم للاحتجاجات في وسط وجنوب البلاد وتنديدهم بقمع قوات الأمن للمظاهرات.

وقال كريم الجبوري أحد المشاركين في وقفة الأنبار في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، إننا "في الأنبار نشعر بالحزن والأسى على ما حصل من قمع للاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية، للأسف ما حصل كان مفجعا جدا وغير مقبول".

وأضاف الجبوري "الآلاف تجمعوا وسط الأنبار وأوقدوا الشموع على ضحايا الاحتجاجات".

وفي محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، نظم المئات وقفات احتجاج دعما لمظاهرات المدن الجنوبية ذات الغالبية الشيعية والعاصمة بغداد، وأوقدوا الشموع على أرواح القتلى.

وأفادت وكالة الأناضول بأن المئات في محافظة ديالى شرقي البلاد طالبوا خلال وقفة تضامنية مع عوائل ضحايا الاحتجاجات والجرحى بتقديم المتورطين بقمع الاحتجاجات إلى القضاء بسرعة.

كما شهدت محافظة نينوى شمالي البلاد مسيرات حاشدة في الشوارع دعما للاحتجاجات الشعبية.

وقتل 47 متظاهرا منذ الخميس في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، خلال مواجهات مع قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي ضد المحتجين، وفق ما نقلت الأناضول عن مصادر طبية وشهود عيان.

وتعد أعمال العنف في ذي قار إلى جانب النجف (جنوب)، التي شهدت مقتل 23 متظاهرا خلال يومين، تصعيدا كبيرا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووقعت الأحداث الدامية بعد يوم من إحراق المحتجين قنصلية إيران في النجف.

ودفعت أعمال العنف الدامية المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الجمعة، إلى دعوة البرلمان للسعي لسحب الثقة من حكومة عادل عبد المهدي، الذي استبق الخطوة بإعلان نيته تقديم استقالته للبرلمان دون تحديد موعد بعينه.

ومنذ بدء الاحتجاجات، سقط -وفقا لوكالة الأناضول- 418 قتيلا و15 ألف جريح، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومفوضية حقوق الإنسان، ومصادر طبية وحقوقية.

وطالب المحتجون في البداية بتأمين فرص عمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، قبل أن تتوسع الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة، وتشمل المطالب رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.

وفي وقت سابق ذكر بعض الناشطين والمحللين أن دخول المدن الشمالية والغربية كالموصل وتكريت والرمادي على خط المظاهرات ما هو إلا مسألة وقت لا أكثر.

ورجح الباحث السياسي وأحد المشاركين في مظاهرات الموصل 2013 غانم العابد التحاق المحافظات الشمالية والغربية بالمظاهرات قريبا.

وأوضح أن الأسباب التي تدفع هذه المحافظات للمشاركة في المظاهرات أقوى من نظيراتها التي خرج من أجلها متظاهرو بغداد وبقية المحافظات، فجميع مدن هذه المحافظات مدمرة ومنهكة بفعل الحرب الأخيرة ضد تنظيم الدولة، واستشراء الفساد في الإدارات الحكومية.

ويرى العابد أن تأخر هذه المحافظات في الالتحاق بركب الاحتجاجات يعود إلى الاتهامات التي ساقتها أحزاب محسوبة على الحكومة ضد متظاهري هذه المدن "وشيطنة" مطالبهم في 2013.

من جانبه، أكد المحلل السياسي رعد هاشم من محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) أن جمهور المحافظات الشمالية والغربية وبسبب خروجه للتو من أزمة نزوح كبيرة بسبب الحرب، وسيطرة المليشيات على مدنهم، فإن هناك تخوفا كبيرا من المظاهرات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان