بعد ليلة عنف.. هدوء في بيروت وتيار الحريري يدعو أنصاره لعدم المشاركة بالاحتجاجات
عاد الهدوء إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن انتشر الجيش اللبناني في عدد من أحيائها وطرقها التي كانت قد شهدت توترا خلال مسيرة مواكب دراجات نارية لمناصري حزب الله وحركة أمل، كما شهدت وقوع إطلاق نار في منطقة الكولا في العاصمة.
وقد أفادت غرفة التحكم المروري في قوى الأمن الداخلي بأن جميع الطرق في لبنان مفتوحة بعد أن كانت قد شهدت إغلاقا لعددها في مناطق عدة أمس ليلا.
وكان مناصرون لحزب الله وحركة أمل اللبنانية دخلوا ساحة الاعتصام في مدينة صور جنوب بيروت، وحطموا وأحرقوا بعض الخيم التي نصبها ناشطو الحراك في ساحة العلم، بينما تدخلت عناصر من الجيش اللبناني في محاولة لضبط الأمور ومنع تفاقمها.
في غضون ذلك، طلب تيار المستقبل في لبنان من مناصريه، في بيان رسمي، عدم المشاركة في أي تحركات احتجاجية، والانسحاب من أي تجمعات شعبية والامتناع عن تنظيم مواكب للدراجات أو السيارات، وكل ما يمكن أن يخالف موجبات السلم الأهلي والقانون، وفق البيان.
وأضاف التيار أنه إزاء ما يشهده الشارع، يهيب بمناصريه تجنب الانجرار وراء أي استفزاز يُراد منه إشعال الفتن، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لتكريس التهدئة.
مقتل شخصين
وكان عشرات المواطنين اعتصموا في ضاحية بيروت الجنوبية للإعراب عن استنكارهم لمقتل شخصين في حادث سير قرب نقطة تجمع لناشطين من الحراك الشعبي في بلدة الجية جنوب بيروت.
وحمّل المعتصمون مسؤولية الحادث لناشطي الحراك الذين قطعوا الطريق في المنطقة، كما طالبوا القوى الأمنية بالحفاظ على حق التنقل للجميع.
بدوره، أعرب حزب الله عن استنكاره لما سماه الجريمة التي وقعت على طريق بلدة الجية، ورأى الحزب في بيان له أن ما حصل يشكل تهديدا للسلم الأهلي.
ويشهد لبنان منذ خمسة أسابيع احتجاجات أججها الغضب من انتشار فساد بين الساسة، ويرغب المتظاهرون في إبعاد الطبقة الحاكمة برمتها عن السلطة.
ورغم الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل على مستوى البلاد، والتي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتدهور الوضع الاقتصادي، لم يتفق الساسة المنقسمون بشدة على تشكيل حكومة جديدة.