بعد سقوط عشرات الشهداء.. إسرائيل والجهاد الإسلامي توافقان على التهدئة
أفادت مصادر للجزيرة بأن حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل وافقتا على طلب مصري بوقف لإطلاق النار بدءا من صباح اليوم الخميس، بعد سقوط عشرات الشهداء ونحو 80 جريحا منذ بدء العدوان على غزة فجر الثلاثاء.
وكانت إسرائيل شنت فجر اليوم غارة جوية على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة، مما أدى لسقوط ستة شهداء بينهم أطفال. وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 32 منذ فجر الثلاثاء، فيما واصلت المقاومة قصف إسرائيل بالقذائف والصواريخ.
وأفاد مراسل الجزيرة بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة بغزة بعد غارات جوية إسرائيلية على المدينة، وواصل الطيران الحربي التحليق فوق القطاع.
وفي وقت سابق قال محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إن الحركة لديها ثلاثة شروط لقبول تهدئة مع إسرائيل
وأوضح الهندي أن شروط الحركة هي وقف إسرائيل اغتيالاتها، والكف عن استهداف مسيرات العودة، والالتزام بتعهداتها بشأن إنهاء حصار غزة.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة أنه إذا لم تستجب إسرائيل لهذه المطالب فإن الحركة ستستمر في المواجهة ومعها كل فصائل المقاومة.
وردا على القصف الإسرائيلي تعرضت مدينتا عسقلان وأسدود على شاطئ المتوسط لوابل من الصواريخ أطلقت من قطاع غزة، وسط دوي متتابع لصفارات الإنذار.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين على الأقل في سماء أسدود.
400 صاروخ
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو أربعمئة صاروخ أطلقت من قطاع غزة منذ صباح الثلاثاء.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن عدد المصابين جراء الغارات الإسرائيلية زاد على سبعين شخصا، بينهم حالات خطيرة.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا ترغب في التصعيد في قطاع غزة لكنها ستقوم بالخطوات اللازمة من أجل الدفاع عن إسرائيل وحماية سكانها، حسب وصفه.
جاءت تصريحات نتنياهو في ختام اجتماع أمني عقد في مقر القيادة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي بحضور وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ورئيس المخابرات العامة.
وخلال اليومين الماضيين واصل جيش الاحتلال شن غاراته الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ويقول إنه يستهدف مواقع حركة الجهاد الإسلامي، بعد أن أعلن اغتيال القيادي فيها بهاء أبو العطا الثلاثاء الماضي.
نيران المقاومة
في المقابل، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أن صواريخها وصلت إلى قواعد عسكرية وإستراتيجية في قلب إسرائيل خلال جولة التصعيد التي بدأت منذ فجر الثلاثاء.
وجاء ذلك في تغريدة للناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة الذي كتب في تويتر أن "السرايا تتحدى نتنياهو وفريقه الأمني أن يمتلك الجرأة ليسمح لرقابته العسكرية بأن تكشف عن أسماء وصور القواعد العسكرية والإستراتيجية التي وصلت إليها نيران وحداتنا الصاروخية".
وبحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلية، فإن 65 إسرائيليا خضعوا لعلاجات متنوعة من نوبات هلع وإصابات بسبب الدفعات الصاروخية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية من القطاع.
وساطة
وفي السياق ذاته، كشف مسؤول إسرائيلي أن هناك جهودا يقوم بها الوسطاء لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفق إعلام الاحتلال.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، أن هذه الجهود يمكن أن تنجح وتؤدي إلى وقف لإطلاق النار، لكنه أشار إلى أنه إذا ما فشلت هذه الجهود فقد يشتد القتال.
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء محادثات مع المخابرات المصرية كجزء من جهود التهدئة.
وتوجه مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، مساء الثلاثاء، إلى القاهرة، في محاولة للتوسط لتهدئة الوضع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
تضامن الضفة
ونصرة لقطاع غزة، شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين.
وفي وقت سابق نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن مواجهات اندلعت الأربعاء بين عشرات الشبان وقوة إسرائيلية على المدخل الشمالي لبيت لحم، عقب مسيرة منددة بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة.