صحيفة فرنسية: احتفالات باهتة بمرور 150 عاما على قناة السويس
قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن قناة السويس التي افتتحت بأبهة كبيرة في 17 نوفمبر/تشرين الأول 1869، بحضور إمبراطورة فرنسا؛ تحتفل هذا العام بمرور 150 عاما على إنشائها في مصر، ولكن بصورة باهتة وبأقل كلفة، وهو ما يشكل قطيعة مع تاريخها الطويل وسط اضطرابات الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن تصميم هذا المشروع الضخم كان يهدف إلى الربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، بمبادرة من رجل الأعمال والدبلوماسي الفرنسي فرديناند دي ليسيبس، بين 1859 و1869، وبمشاركة مليون مصري، وشارك فيه -حسب السلطات المصرية الحالية- نحو مليون مصري، مات منهم الآلاف أثناء تنفيذ المشروع.
ومن أصعب اللحظات التي مرت بها قناة السويس تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لها عام 1956، والذي أدى إلى أزمة دولية، آلت إلى حرب أعلنتها إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر.
وشهدت القناة أيضا عدة حروب وسنوات من عدم النشاط، خاصة أنها كانت خط المواجهة خلال حربي 1967 و1973، وتضررت وأغلقت عدة مرات، قبل أن يتم تطهيرها وإعادة تأهيلها.
وأوضحت أن هذا الطريق البحري الجديد -الذي لا يتجاوز طوله 164 كيلومترا- يعد أحد الأصول الاقتصادية الرئيسية لمصر، حيث تبلغ إيراداتها عدة مليارات من الدولارات كل عام، وتمر خلالها نحو 10% من التجارة البحرية الدولية.
ورغم هذا التاريخ المديد والأهمية الكبيرة، لا يبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -الذي افتتح بضجة كبيرة "قناة السويس الجديدة" عام 2015 بمضاعفة جزء من الممر المائي- يسعى إلى إقامة احتفالات كبيرة بمرور 150 عاما على إنشاء هذه القناة العظيمة، حسب الصحيفة.
ومع ذلك، أنشئ طابع بريدي مع تمثال فرديناند دي ليسيبس في مصر وفرنسا، ومن المقرر عقد ندوة حول القناة باعتبارها "مكانا للذاكرة" في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مكتبة الإسكندرية، وافتتاح متحف للقناة في الإسماعيلية في المبنى التاريخي لشركة قناة السويس.
ويقول السفير الفرنسي في مصر ستيفان روماتيت -الذي يعتبر القناة "مغامرة فرنسية مصرية"- إن "كل جانب يكتب التاريخ بطريقته الخاصة"، موضحا أن "تاريخ القناة بالنسبة للمصريين يبدأ عام 1956" في حين أن الفرنسيين يبدؤونه من عام 1869، كما صرح لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويقول أرنو راميير دي فورتانييه، من جمعية تذكار فرديناند دي ليسيبس وقناة السويس، إن الموضوع "دقيق إلى حد ما"، لأن "قضية 1956 لم تكن جيدة" بالنسبة للفرنسيين، ولأن المصريين بدل الحديث عن عيد ميلاد القناة يفضلون التأكيد على أدائها.
ورأت الصحيفة أنه بالنسبة لاقتصاد مصري يكافح من أجل التعافي من الأزمة الناشئة عن سنوات من عدم الاستقرار السياسي بعد ثورة 2011، فإن دخل القناة هو المهم، مشيرة إلى أن هيئة قناة السويس أعلنت أنها وصلت إلى 5.9 مليارات دولار للعام المالي 2018-2019، بزيادة قدرها 5.4% على أساس سنوي.
غير أن جان ماري ميوسك، الأستاذ بجامعة بول فاليري مونبلييه المتخصص في النقل البحري؛ يرى أن القناة بتوسعتها، وإن كانت زادت من طاقة الحمولة العابرة ومن سرعة حركة النقل؛ فإنها أضعفت تنافسيتها بزيادة أسعار العبور.