مع قرب انتهاء مهلة انسحاب المقاتلين.. أردوغان: لن نسمح للمنظمات الإرهابية بإنشاء أي ممر
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية شمالي سوريا ستستمر من النقطة التي توقفت عندها إذا لم تف واشنطن بتعهداتها، في وقت يسود فيه الترقب الحدود التركية السورية مع قرب انتهاء المهلة المحددة لانسحاب ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية من حدود المنطقة الآمنة.
وقال أردوغان إنه يريد أن يكون هناك سلام دائم في سوريا وليس سلاما مؤقتا، مضيفا أن "تركيا لم ولن تسمح بإنشاء أي ممر إرهابي من قبل المنظمات الإرهابية".
وأبرز أن روسيا وتركيا تعملان من أجل وحدة الأراضي السورية، موضحا أنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كيف يمكن للجنة الدستورية السورية أن تحقق تقدما ملموسا. وعبّر عن أمله في أن يمكن التعاون مع روسيا من "إنقاذ المنطقة تماما من المنظمات الإرهابية".
وبخصوص فرنسا، قال أردوغان إن ماكرون يبدو أنه يسعى للحصول على شيء من اتفاق وقف إطلاق النار في شمالي سوريا.
وصرح "لم يصلنا من ماكرون أي عرض لتمديد وقف إطلاق النار، هو يلتقي بالإرهابيين وغالبا هذا الأمر جاء من قبلهم".
ويجري الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان مباحثات اليوم في منتجع سوتشي الروسي تتناول الأوضاع في شمالي شرقي سوريا في ضوء التطورات الميدانية الأخيرة.
ترقب
تزامنت هذه التطورات مع أجواء الترقب على الحدود السورية التركية مع نهاية المهلة التي حددتها كل من تركيا والولايات المتحدة مساء اليوم، والتي قضت بتجميد العمليات العسكرية شريطة انسحاب ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية من حدود المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إنشاءها على طول الشريط الحدودي مع سوريا.
ونقل مراسل الجزيرة في تل أبيض عن مصادر في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، أن الجيش انتشر في قرى عديدة بعدما انسحبت منها ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في جنوب تل أبيض.
وأضافت المصادر أن هذه القوات هاجمت مواقع للجيش الوطني التابع للمعارضة غرب تل أبيض، وأوقعت قتلى وجرحى في رابع أيام وقف إطلاق النار في شمالي شرقي سوريا.
وفي منبج، أفاد مراسل الجزيرة بأن مئات المقاتلين من الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، والنازحين واللاجئين لسنوات من المدينة وريفها، ينتظرون انقضاء المهلة المتفق عليها بين الجانبين الأميركي والتركي لمعرفة مصير مدينتهم.
ويعول كثير من لاجئي ونازحي منبج على عملية "نبع السلام" للعودة إلى مدينتهم، خصوصا بعد دخول قوات النظام السوري إثر انسحاب القوات الأميركية منها.
من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في شمالي شرقي سوريا لا يزال صامداً.
وأشار خلال اجتماع لأركان إدارته في البيت الأبيض إلى أن ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية تنسحب حاليا خارج المنطقة الآمنة التي تمتد بعمق أكثر من ثلاثين كيلومترا في شمالي شرقي سوريا.
وأضاف ترامب أنه سيُـبقي عددا قليلاً من القوات الأميركية في سوريا لحماية مصادر النفط، وكذلك في منطقة أخرى بطلب من إسرائيل والأردن، في إشارة إلى منطقة التنف.
وفي ما يتعلق بحقول النفط في شمالي شرقي سوريا، قال ترامب إن إدارته ترغب في أن تعود بعض إيراداتها المالية إلى الأكراد، واقترح أن تتولى إحدى الشركات النفطية الأميركية إدارة هذه الحقول.
"قسد"
من جانبها عقدت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، مباحثات في واشنطن مع عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ودعت إلهام، عبر مترجم، الرئيس الأميركي إلى التراجع عن قراره الذي اتخذه قبل أسبوعين بسحب القوات الأميركية من سوريا مما أتاح المجال للهجوم التركي عبر الحدود.
وقالت السياسية الكردية "إنهم يرغبون في مهاجمتنا. إنهم يريدون قتل مئات الآلاف منا".
وقال السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام بعد اللقاء إنه ينبغي على تركيا أن توقف عمليتها العسكرية والتعامل مع هواجسها الأمنية من خلال منطقة منزوعة السلاح في شمالي شرقي سوريا.
كما حمَّل غراهام تركيا مسؤولية ما وصفها بالفوضى في شمالي شرقي سوريا التي قد تؤدي إلى عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف غراهام أن إلهام أحمد أبلغته أن استمرار الوضع الراهن يهدد السجون التي يقبع فيها مقاتلو التنظيم.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريد كرامب كارنباور قالت إنها ستقدم مشروع إقامة منطقة آمنة دولية شمالي سوريا لاجتماع وزراء دفاع حلف الناتو، والذي سينعقد في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين.
وأضافت وزيرة الدفاع الألمانية أن مقترح إقامة منطقة حماية دولية تمت مناقشته مع المستشارة أنجيلا ميركل، وقُدم الاثنين للحلفاء الغربيين.