هل تقضي مصالح واشنطن على مبادرة عمران خان في مهدها؟

الجزيرة نت-طهران
أكد برلماني إيراني بارز أنه يمكن حل الخلافات بين إيران والسعودية عندما تنتهج الرياض خيار التفاوض كإستراتيجية. في حين حذرت أوساط أخرى من أن واشنطن ترى مصلحتها في تواصل الخلاف بين الدولتين، لتستمر في بيع أسلحتها للرياض.
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -بُعيد مباحثاته الأحد مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران- أنه يقوم بمبادرة خاصة لنزع فتيل التوتر بين إيران والسعودية، لكنه نفى أن تكون مبادرته وساطة بين البلدين.
وكان خان كشف في سبتمبر/أيلول الماضي عن أنه خلال سفره من إسلام آباد إلى نيويورك توقف في السعودية بسبب الهجمات على منشآتها النفطية، وتحدث مع ولي عهدها محمد بن سلمان، حيث طلب منه التحدث مع الرئيس الإيراني.
من جهته، رحب الرئيس الإيراني بأي جهود لرئيس الوزراء الباكستاني لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أن بلاده سترد على أي مقترح للحوار بإيجابية.
وتعليقا على تلك الجهود، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب حسين نقوي إنه يتمنى ألا يكون موضوع الحوار من قبل السعودية تكتيكا أو توجها مؤقتا لربح الوقت.
وأكد -في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي- أنه يمكن حل الخلافات بين طهران والرياض عندما تنتهج الأخيرة خيار التفاوض كإستراتيجية.
لقاءات سابقة
ويعد لقاء عمران خان وروحاني الثالث من نوعه، حيث أجريا مباحثات مماثلة خلال زيارته السابقة لطهران قبل ستة أشهر، فضلا عن أن الرجلين التقيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويرى البرلماني الإيراني السابق نوذر شفيعي أن عمران خان يحمل "رسالة سلام وتفاوض" في زيارته لطهران، لكنه أشار إلى أن جميع المبادرات الماضية لم تحرك ساكنا في الخلافات القائمة بين الرياض وطهران.
وفي حديث للجزيرة نت، وصف شفيعي مهمة خان في طهران بأنها "معقدة"؛ بسبب عمق الخلافات في العلاقات بين طهران والرياض، مؤكدا أن قادة البلدين بدؤوا تبادل الرسائل منذ أشهر، وأن قطار الوساطات لم يتوقف بعد.
وعزا شفيعي سبب إخفاق الوساطات الماضية إلى عدم توفر الإرادة السياسية اللازمة، مشيرا إلى أن علاقات إسلام آباد الجيدة مع كل من إيران والسعودية وأميركا تعد ورقة مهمة بيد عمران خان للعب دور بناء بين الطرفين.
وأضاف أنه بإمكان باكستان لعب دور إيجابي أكثر من أي دولة أخرى لاحتواء "السلوك المؤذي" للأميركيين في العلاقات السعودية الإيرانية، موضحا أن الرئيس دونالد ترامب يرى في الخلاف بين الرياض وطهران مصلحة اقتصادية لبيع أسلحته للسعودية من خلال التهويل من شأن التهديد الإيراني.
وأشار العضو السابق في لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بالبرلمان الإيراني إلى أن السعودية أضحت متورطة في عدد من القضايا، لا سيما المستنقع اليمني، وأنها مستعدة للمصالحة من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها، كما حث بلاده على المضي قدما في خيار الحوار لخفض التوتر بالمنطقة.
من ناحيته، يرى الباحث السياسي الإيراني فرزاد رمضاني بونش أن عزم عمران خان على إيجاد توازن في علاقات إسلام آباد مع كل من إيران والسعودية يرفع حظوظ نجاح مبادرته.
وفي حديث للجزيرة نت، وصف إمكانية نجاح مبادرته بأنها "نسبية وتابعة لإرادة الجانبين" السعودي والإيراني، مؤكدا أن الأرضية باتت معبدة للحوار بين طهران والرياض وخفض التوتر في المنطقة.
وأشار إلى أن إسلام آباد تسعى من خلال وساطتها إلى تحييد التهديدات المحتملة على أمنها القومي -نظرا إلى وجود شرائح كبيرة من المجتمع الباكستاني تدعم أحد الطرفين الإيراني أو السعودي- وتقوية حضور باكستان في المنطقة.
وأكد الباحث الإيراني أن أي احتكاك بين السعودية وإيران من شأن تداعياته أن تؤثر سلبا على الاستقرار الطائفي داخل باكستان، وهو ما تخشاه إسلام آباد.
شروط إيران
وعن شروط إيران للحوار مع السعودية، قال رمضاني بونش إنه بناء على ما أعلنته الخارجية الإيرانية مؤخرا فإن طهران مستعدة للحوار بوساطة أو من دونها مع كافة جيرانها، ومن بينهم السعودية.
وختم بالقول إن رفض طهران الحديث بشأن الأزمة اليمنية مع الجانب السعودي يؤكد صواب الرؤية الإيرانية، ويرمي إلى وضع المعاناة اليمنية على سكة الحل الحقيقي، لأنه لا حل للأزمة اليمنية سوى بحثها مع الحوثيين، حسب تعبيره.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أعلن الجمعة أنه لا حاجة للحوار مع السعودية نيابة عن اليمنيين أو في ظل غيابهم.