التفافا على العقوبات الأميركية.. إطلاق آلية أوروبية للتجارة مع إيران

وسيرأس الآلية رئيس مجلس الإدارة السابق لمصرف "كورس بنك" الألماني بيير فيشر. وتعرّض المصرف عام 2015 -عندما كان يرأسه فيشر- لغرامة أميركية بقيمة 1.5 مليار دولار، بسبب تجارته مع إيران.
وتابع مراسل الجزيرة أن من وظائف الآلية الجديدة إيجاد طريقة للدفع والاستلام بين الشركات الأوروبية ونظيرتها الإيرانية، وتقديم المشورة القانونية للأطراف الأوروبية في مجال استثماراتها بإيران.
وكانت محطة "أن.دي.آر" الألمانية قد نقلت عن الحكومة في برلين أن هدف الآلية المالية التي تعترض عليها واشنطن، هو الحفاظ على التبادل التجاري القائم بين الدول الأوروبية المذكورة وبين طهران. ويحمل الكيان الجديد اسم "إنستكس" (Instex)، وهو اختصار لمصطلح "آلية دعم التبادل التجاري".
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن "إنستكس" عبارة عن مشاريع مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص من أجل مساعدة الشركات الأوروبية التي لها مصالح تجارية مشروعة في إيران؛ على تفادي العقوبات الأميركية.
وسيسمح إطلاق الكيان الجديد بالتدفقات المالية في القطاعات غير المستهدفة بالعقوبات الأميركية، خاصة قطاعي الدواء والغذاء. وتستهدف هذه العقوبات عدة قطاعات اقتصادية إيرانية، بما فيها الطاقة والمصارف.
وكان وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قد أكدوا على ضرورة إطلاق هذه الآلية لتمكين شركات هذه الدول من تفادي العقوبات الأميركية على إيران، وذلك بعد اجتماع عقد في بروكسل لخمس دول أوروبية أعضاء حاليا في مجلس الأمن الدولي.
ويعمل الاتحاد الأوروبي -الذي يدعم مشروع الآلية دون أن ينخرط فيه مباشرة- جديا للإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار الماضي الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران.

ترحيب ووعيد
وتعليقا على إطلاق الآلية الأوروبية الثلاثية، قال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني إن الجانب الأوروبي أبلغ إيران بأنه سيعلن اليوم الخميس عن تفعيل الآلية المالية مع إيران، مضيفا أن الآلية تسمح للشركات التي ترغب في التجارة مع إيران بالتبادل المالي معها.
وأكد عراقجي أن هذه الآلية ستكون أكثر نفعا لإيران إذا ما سُمح للشركات غير الأوروبية بالعمل بها، مشيرا إلى أن ذلك سيكون خلال المرحلة الثانية.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي وضع الآلية بشكل يجعل الشركات الأوروبية تفلت من العقوبات الأميركية، وقال إنه سيتم العمل بها في المرحلة الأولى لشراء المواد غير الخاضعة لهذه العقوبات.
ونقل مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز عن المسؤول الإيراني قوله أيضا إنه ستكون هناك اجتماعات مكثفة للجان تخصصية وفنية لكي تدخل هذه الآلية حيز التنفيذ.
وقال فايز إن إيران تأمل أن يُترجم هذا الإعلان السياسي إلى إعلان اقتصادي حقيقي، مضيفا أن طهران لديها رؤية بأن الآلية ستشمل في مراحل لاحقة جميع أنواع البضائع، بما فيها تلك المشمولة بالعقوبات الأميركية.
وأضاف أنه سيكون هناك تحدّ بين أميركا وأوروبا فيما يخص تطبيق الآلية على الأرض، باعتبار أن إدارة ترامب تعارض هذه الصيغة.
وفي واشنطن، قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تتوقع أن تؤثر آلية التجارة التي تؤسسها دول أوروبية لتسهيل التجارة مع إيران على الحملة الرامية إلى ممارسة أقصى ضغط اقتصادي على طهران.
وأضافت المتحدثة أن الوزارة تتابع الأنباء بشأن الآلية لمعرفة المزيد عنها، وتابعت أن الكيانات التي تشارك في أنشطة خاضعة لعقوبات إيران تواجه خطر فقد الوصول إلى النظام المالي الأميركي والقدرة على القيام بأعمال مع شركات أميركية.
وفي وقت سابق اليوم، حذرت السفارة الأميركية في برلين من أن الكيانات التي تشارك في أنشطة تشملها العقوبات على إيران، ستكون عرضة لما وصفتها السفارة بعواقب وخيمة.