كيف تخدع أميركا لتشن حربا على إيران؟

ويبدأ الكاتب مقاله التحليلي الذي نشرته مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية بالتساؤل: لماذا غزت الولايات المتحدة العراق في 2003؟ ويقول إن السبب الدامغ يتمثل في الكذبة القائلة بأن الرئيس صدام كان يخزن أسلحة الدمار الشامل. بيد أن الجميع يعلم أنه لم يعثر على مثل هذه الأسلحة في العراق.
ويضيف أن الادعاء بأن الولايات المتحدة قد تغزو إيران بسبب أسلحة الدمار الشامل فقط هو أيضا ادعاء كاذب، فهو بالأصل لم يكن السبب الأول الذي دفع الولايات المتحدة وجعلها مصممة على غزو العراق.

خدعة تاريخية
ويقول الكاتب إن هذا الادعاء يشكل خدعة تاريخية مضللة تماما مثل عزو حتمية الحرب العالمية الأولى في 1914 إلى الفعل الذي قام به الطالب الصربي غافريلو برينسيب، الذي اغتال ولي العهد الإمبراطوري النمساوي الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته في سراييفو أثناء زيارتهما الرسمية لمملكة صربيا. ويضيف أن هذا ليس تفسيرا كافيا أو كاملا، بل إغفال لتقصي الأسباب الحقيقية للحرب.
ويشير الكاتب إلى أن "روح" الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بدأت تسكن البيت الأبيض مرة أخرى، موضحا أن مستشار الأمن القومي جون بولتون يحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إحياء سياسات تغيير الأنظمة التي بدا أنها تفقد صدقيتها بعد غزو العراق في 2003، لكنها الآن تعود من جديد.
ويرى الكاتب أن أسباب غزو العراق كانت مختلفة إلى حد كبير عن ذريعة امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل وأنها كانت تتمثل في ثلاثة عناصر:
أولا: بذل البيت الأبيض قصارى جهده لربط العراق بأكبر عدد ممكن من المشاكل في المنطقة، مثل دعم الإرهاب أو معاداة دول الخليج أو تهديد إسرائيل. حيث يقوم البيت الأبيض اليوم بمحاولة ربط إيران بمثل هذه الأمور.

خيط مشترك
ويشير إلى أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي سبق أن أوضحت لمجلس الأمن الدولي في 15 مايو/أيار الجاري أنه عندما يتعلق الأمر بالصراعات في سوريا واليمن، ومع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن "الخيط المشترك في كل هذا هو السلوك المزعزع للاستقرار يتجسد في النظام الإيراني".
ويضيف أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شدد في خطابه في 21 مايو/أيار الجاري أيضا على ضرورة التوقف عن التدخل في نزاعات المنطقة أو في شوؤن أفغانستان أو أوروبا.
ثانيا: اعتمد البيت الأبيض في عهد بوش وأنصاره في غزو العراق أيضا على وجود دعم محلي قوي بين العراقيين أنفسهم الذين كانوا معجبين بأميركا.
وينسب إلى المستشرق الراحل بيرنارد لويس القول في 2001 إن الحكومتين العراقية والإيرانية تعتبران ضد الولايات المتحدة، لكن الرأي العام في البلدين يعد مؤيدا لأميركا. ويقول إن بومبيو حرص بعد انسحاب ترامب من اتفاق النووي الإيراني على توضيح أن الولايات المتحدة ستدافع بلا كلل من أجل الشعب الإيراني.
ثالثا: أكد البيت الأبيض ودعاة تغيير النظام أن حرب العراق ستكون عبارة عن نزهة أو مغامرة سهلة وقابلة للتحقيق بأقل التكاليف.
وتساءل: هل تعلمت الولايات المتحدة الدرس؟ وقال إن ما يجب أن تتعلمه أميركا من العراق هو أن هناك وصفة مجربة وصادقة لخداع الولايات المتحدة للدخول في الحرب من عدمه.