إسرائيل تُخيِّر مهاجرين أفارقة بين السجن والطرد
أفاد تقرير صحفي أن إسرائيل شرعت في تطبيق برنامج سري على ما يبدو يهدف إلى طرد عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في غضون أشهر معدودات.
وابتدرت الحكومة الإسرائيلية الشهر المنصرم حملة جديدة لطرد عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة غير المرغوب فيهم.
وعرض مسؤولون على هؤلاء الاختيار بين اعتقال غير محدد المدة في إسرائيل أو تذكرة ذهاب إلى دولة ثالثة لم يحددوها، لكن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية رجحت أن تكون إلى رواندا أو أوغندا.
واختار أول سبعة رجال يستهدفهم البرنامج السجن على الترحيل. وهناك عدد يناهز 34 ألف طالب لجوء في إسرائيل سيواجهون ذات الخيار الصعب بينما تهدف الحكومة إلى إجبار معظمهم على الرحيل نهاية مارس/آذار الجاري.
وأعرب شاب يُدعى تاج هارون من إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان، ويقيم في إسرائيل منذ عشرة أعوام، عن قلقه البالغ من الوضع الذي يعيش فيه طالبو اللجوء. وقال "كلنا هنا خائفون. نحن نعيش في ظل وضع يكتنفه الغموض، ولا نعرف على وجه اليقين ما سيحدث لنا".
وقد ظلت إسرائيل تدير برنامجا "غامض المعالم" طوال السنوات الماضية للتخلص من طالبي لجوء قدموا من إريتريا والسودان بموجب صفقات سرية أبرمتها مع حكومات أفريقية أبدت موافقتها على استقبالهم، لكنها أبعدتهم بعد ذلك بطريقة غير قانونية إلى بلدان أخرى، من بينها دول تعاني ويلات الحرب مثل جنوب السودان.
وشددت جماعات تدافع عن حقوق الإنسان مرارا على أن إسرائيل بطردها طالبي اللجوء إنما تنتهك القانون الدولي وأنها بفعلتها الأخيرة هذه تزيد الطين بلة، وذلك بتغاضيها عن توصية من المفوض السامي الدولي لشؤون اللاجئين بالركون إلى الاعتقال كملاذ أخير.
ومضت المجلة إلى القول إن الكثير من الإسرائيليين القاطنين بالقرب من طالبي اللجوء والسياسيين الذين يحاولون استقطاب أصوات الناخبين في تلك المناطق بدأوا يجأرون بالشكوى من غير سند، ويتهمون هؤلاء الغرباء بارتكاب جرائم، وبسلب السكان المحليين وظائفهم وزعزعة استقرار الأحياء التي يقيمون فيها. على أن هذه المزاعم تنم عن خوف من أن وجود طالبي اللجوء بين الأهالي سحيل إسرائيل إلى "دولة أقل يهودية" وفق تعبير فورين بوليسي.