السعودية والانفتاح السياحي.. كيف تتجاوز ماضيها المتشدد؟
تقول الصحفية جوسي إنسور في تقريرها بجريدة ديلي تلغراف البريطانية، إن فيصل -وهو اسم الدليل السياحي- مكلف بالترحيب بمجموعة من السياح، لكن المجموعة التي هي أحد أعضائها مكونة من خليط من موظفي شركة أرامكو الأجانب وأطباء أميركيين. وقال هذا الدليل "سنشهد الآلاف وهم يأتون إلى هنا العام المقبل".
واعتبرت الصحفية أن مهرجان الملك عبد العزيز للإبل "بروفة" لليلة الافتتاحية. ففي إطار برنامج الإصلاحات الطموح، ستشرع المملكة قريبا في إصدار تأشيرات زيارة لأول مرة للسياح لتفتح بذلك أراضيها لأول مرة للسياحة العالمية.
وأوضحت أن "الضرورة المالية التي نجمت عن انخفاض أسعار النفط، متبوعة برغبة في التحديث، جعلت السياحة تتصدر رؤية ولي العهد الشاب محمد بن سلمان للمملكة لعام 2030، وهي برنامج عمل يهدف لتهيئة أكبر اقتصاد عربي لحقبة ما بعد النفط".
ونقلت الكاتبة عن فهد السمري منسق المهرجان التابع لوزارة الثقافة، أن "السعوديين مشهود لهم بكرم الضيافة وأن العالم سيحظى بتجربة ذلك".
وقد أعلن المسؤولون السعوديون الشهر الماضي أن التأشيرات الإلكترونية ستكون متاحة "لكل الجنسيات التي تسمح بلدانها لمواطنيها بزيارة السعودية" في نهاية الربع الأول من العام الجاري.
وجاء في تقرير الصحيفة أن الأمل يحدو السعوديين بأن يتضاعف العدد السنوي لزوار المملكة ليصل إلى 30 مليونا بحلول عام 2030، مما سيدر عليها 33 مليار جنيه إسترليني في غضون العامين المقبلين.
وبحسب مسؤول بإحدى وكالات السياحة البريطانية تحدث لديلي تلغراف، فإن ثمة خصوصيات ثقافية بالسعودية يتعين على الزائر مراعاتها.
ومضى إلى القول إنه بسبب تلك الخصوصيات، فإن السعودية التي تفصل بين الجنسين لا تزال وجهة "مستبعدة" للسياح الأجانب.
غير أن المملكة خففت مؤخرا من بعض قوانينها "الصارمة"، فسمحت بالاختلاط في المناسبات الرياضية، وللنساء بقيادة السيارات في محاولة لتغيير المفاهيم، بحسب الصحفية جوسي إنسور.
وأعادت الكاتبة إلى الأذهان تصريحا سابقا لمحمد بن سلمان قال فيه إن جيل والده قادهم إلى مسار صعب، بحسب تعبيرها.
غير أن الدبلوماسيين الغربيين ذكروا لديلي تلغراف أن "العائلة المالكة لم تُبدِ مؤشرات على نيتها التخلي عن الفكر الوهابي".