قبل اعتماده بمراكش.. الميثاق العالمي للهجرة يخيف الفرنسيين
وضمن اهتمامها بالموضوع، نشرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية مقالا للكاتبة باميلا روجيريه نقلت فيه المخاوف المتزايدة لدى فئة من الفرنسيين من الاتفاق الأممي القادم باعتباره "يحكم بالإعدام على الأمة الفرنسية" ويؤدي إلى اختفاء الحدود.
نداء طارئ
وقال أحد المحتجين من ذوي "السترات الصفراء" على موقع فيسبوك "توقيع الرئيس إيمانويل ماكرون على الميثاق بمثابة تسليم فرنسا وأوروبا ككل إلى الأمم المتحدة" داعيا المواطنين إلى "الاستيقاظ قبل فوات الأوان".
وفي "نداء طارئ" دعا ناشط آخر على فيسبوك مواطنيه للتواصل مع نوابهم لإقالة الرئيس لارتكابه الخيانة العظمى بحق الشعب مشيرا إلى أن هذا هو الأمل الأخير لإنقاذ فرنسا.
في السياق ذاته، أفاد استطلاع رأي نشرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أن 58% الفرنسيين يعتبرون الهجرة سلبية في مجموعة واسعة من المجالات مثل الاقتصاد والتلاحم الوطني والأمن.
حالة خطر
وبشكل أوسع، يعتبر 64% من الذين شملهم الاستطلاع أن استقبال مزيد من المهاجرين غير مرغوب فيه، إلا أن 61% يؤيدون استقبال من هم في حالة خطر والهاربين من الحرب والبؤس.
في المقابل، يرفض 71% من المستجوبين -في الاستطلاع الذي أجرى أواخر الشهر الماضي- الهجرة الاقتصادية، مبررين موقفهم بأنها تتيح لأرباب العمل خفض الرواتب. بينما يؤكد 60% ضرورة انتقاء المهاجرين حسب الاحتياجات الاقتصادية.
وبالنظر لصعوبات إدارة موجات الهجرة وتوزيعها نحو أوروبا، يؤيد الفرنسيون حلا وطنيا إذ يؤكد 63% أنهم موافقون على إلغاء اتفاقات شينغن التي تنص على التنقل الحر للأشخاص في إطار الاتحاد الأوروبي معلنين بذلك تأييدهم بحكم الأمر الواقع لإعادة الحدود الوطنية.
الدول المستضيفة
ويدعو الميثاق الأممي إلى الحد من المخاطر التي يواجهها المهاجرون وطالبو اللجوء عبر رحلتهم إلى الدول الأوروبية والغربية، من خلال السماح لهم بالهجرة ضمن حاجة كل فرد وبطريقة "مشروعة".
كما يتوقع أن يحدد الميثاق بقمة مراكش آلية نقل المهاجرين إلى الدول المستضيفة.
وفي ظل تزايد المخاوف بدول الاستقبال والتي يتنامى فيها التيار اليميني الرافض للهجرة، تؤكد الأمم المتحدة أن الميثاق العالمي للهجرة لا يمس بسيادة الدول الموقعة عليه ولا حقها في رسم سياستها المستقلة بشأن الهجرة، وإنما هدفه تنظيم الهجرة بما يراعي القانون الدولي لحقوق الإنسان.
ومع اقتراب موعد المؤتمر الأممي بمراكش -وبينما يسعى الساسة الفرنسيون إلى التخفيف من مخاوف الشارع، وإظهار "مزايا" الميثاق الذي "يتضمن مجموعة من الإجراءات الجيدة"- زاد من تعقيد مهمتهم الاحتجاجات الشعبية التي تعيشها البلاد لأصحاب "السترات الصفراء" ضد رفع أسعار الوقود وغلاء المعيشة.