"تستحقون الجنسية".. هدية إماراتية لسكان سقطرى وردود يمنية غاضبة

Noh Maalha, a Socotri goatherd, stands next to a Dragon's Blood tree in the compound of his house February 1, 2008. Evolution has run riot on Yemens windy isles of Socotra, whose dizzing cliffs, jagged peaks and exotic plants entice the imagination to do the same. REUTERS/ Alistair Lyon (YEMEN)
سقطرى تتميز بموقعها الإستراتيجي وبيئتها الغنية (رويترز-أرشيف)
محمد عبد الملك–الجزيرة نت

"أؤكد لكم أن أهل سقطرى سيكونون جزءا من الإمارات ويستحقون الجنسية بدون طلب، لأن بيننا وبينهم منذ زمن قديم ملاحم وتاريخا". كانت هذه بعض التصريحات التي أطلقها متحدث إماراتي أثناء لقائه في إمارة عجمان مع شيوخ يمنيين ومواطنين من جزيرة سقطرى اليمنية.

وما لبث هذا الحديث عن تجنيس سكان سقطرى أن انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون تلك التصريحات في مقطع للمتحدث الإماراتي –الذي لم تُعرف صفته- وانهالت ردود فعل يمنية غاضبة.

وقال ناشطون إن كلمة المتحدث الإماراتي جاءت في اجتماع في إمارة عجمان مع مجموعة من أبناء محافظة سقطرى اليمنية، وبحضور محافظ سقطرى الأسبق سالم عبد الله العضو في المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني المدعوم من دولة الإمارات.

ويقول المتحدث الإماراتي في الفيديو إن سكان سقطرى سيكونون جزءا من دولة الإمارات، وسيُمنحون جنسيتها، ويضيف أن هذا الأمر أصبح "مفروغا منه".

ورأى الناشطون اليمنيون الذين تفاعلوا مع تلك التصريحات أن الإمارات تريد السيطرة على سقطرى لتنفيذ أجندة استعمارية خاصة، وأنها تستفز أبناء الشعب اليمني.

وقال المستشار بوزارة الإعلام اليمنية مختار الرحبي في تغريدة على تويتر إن الإمارات تتعامل مع اليمن كأنها أرض إماراتية، "تدعم الفصائل التي تريد وتعتقل من تريد وتدعم مليشيات ضد الدولة وتريد استقطاع سقطرى لها (مجهود حربي)".

وكتب الناشط الحقوقي توفيق الحميدي "الإمارات تتصرف بطريقة استعمارية، وتستفز الكرامة اليمنية عبر سقطرى".

ونشرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ذلك الفيديو على صفحتها في فيسبوك وكتبت معه "قولوا لهؤلاء الأغبياء الأوغاد إن ذرة تراب من اليمن تساوي كل مدنهم الزجاجية".

من جانب آخر، قال الباحث اليمني في العلاقات الدولية ياسر عامر للجزيرة نت إن الإمارات تستغل ضعف الدولة اليمنية والحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون وتسعى "لتمرير أجندتها وتنفيذ مخططها الخبيث"، في الوقت الذي كان ينتظر اليمنيون منها أن تقف بجانب اليمن في محنته والمرحلة الصعبة التي يمر بها.

وأضاف عامر "مع كل الأسف تحاول الإمارات وبطرق رخيصة شراء ولاء أبناء سقطرى، وكذلك أبناء الجنوب من أجل تعقيد الأزمة ومضاعفة معاناة اليمنيين".

من جهة أخرى، كتب الأكاديمي اليمني كمال البعداني في صفحته على فيسبوك "الإمارات تقول إن جزيرة سقطرى ستصبح جزءا من الإمارات، وأن سكانها سيمنحون الجنسية الإماراتية".

وأردف "أيها الحمقى، لو كانت الحكاية بالجنسية لكانت حضرموت سعودية، فقادة وملوك رأس المال في المملكة هم من حضرموت ويحملون الجنسية السعودية، ومع ذلك لم تقل السعودية يوما من الأيام إن حضرموت سعودية؟" وأضاف "إن تاريخ شجرة دم الأخوين في الجزيرة (نوع من الأشجار النادرة في سقطرى) أقدم من تاريخ دولتكم بآلاف السنين".

وقال الصحفي اليمني الجنوبي عبد الرقيب الهدياني في صفحته على فيسبوك "يعتقد شيوخ الإمارات أنهم قادرون على ابتلاع أكبر الجزر اليمنية وأغناها لمجرد أنهم خاضوا حربا فاشلة في بلدنا انحرفوا عن أهدافها وعطلوا مسارها وقوضوا مؤسسات الدولة ونشروا العبث والفوضى والاغتيالات ومزقوا لحمة الوطن".

وأضاف "لا يستوعبون حركة الجماهير اليمنية التي خرجت في الجزيرة، وأكدت يمنيتها واعتزازها بهذا الانتماء، ولا باحتجاجات الشارع في عدن وحضرموت والمهرة وشبوة".

ومنذ أكثر من عام، وردت تقارير صحفية عن تحركات إماراتية لشراء وكسب ولاءات أبناء أرخبيل سقطرى اليمني الذي يتألف من ست جزر، ويحتل موقعا إستراتيجيا على المحيط الهندي.

وشهد الأرخبيل في منتصف عام 2018 احتجاجات ضد الوجود العسكري الإماراتي، بعد أن أقدمت أبو ظبي في مايو/أيار الماضي على إرسال قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى دون تنسيق مع الجانب اليمني، بالتزامن مع زيارة للجزيرة من قبل رئيس الوزراء اليمني السابق أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء. ورفضت الحكومة اليمنية ذلك التحرك الإماراتي واعتبرته غير مبرر، وأبلغت مجلس الأمن الدولي بذلك.

وفي أعقاب ذلك، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر قائلا "لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها"، وهو الأمر الذي فجر جدلا وغضبا يمنيا حول ما وصفت بأنها مطامع للإمارات في سقطرى. 

المصدر : الجزيرة