بينهم مواليد جدد.. عشرات الأطفال التونسيين محتجزون في مناطق نزاع خارجية

في مخيم قرية "خربة الجوز" السورية، قرب الحدود التركية، تتدفق مياه الأمطار إلى خيم مهترئة يتكدس فيها نازحون، يبلغ عددهم أحيانا العشرين في الخيمة الواحدة. ورغم مأساوية وضعهم، وغياب التدفئة في خيم غير مؤثثة، فإن هؤلاء النازحين محظوظون مقارنة بآخرين يواجهون البرد القارس في العراء، بلا خيم، حتى ولو كانت ممزقة. آلاف الأشخاص، بينهم أطفال ومسنون ونساء، اضطروا إلى النزوح من مناطقهم السكنية في أرياف محافظات حلب واللاذقية وإدلب (شمال)، تحت وطأة غارات جوية وقصف صاروخي مكثف تشنه قوات نظام بشار الأسد والملشيات الموالية لها على مناطق سيطرة المعارضة؛ ما يوقع قتلى وجرحى بين المدنيين، فضلا عن الدمار الهائل في الأحياء السكنية.
أطفال داخل أحد المخيمات في سوريا (الأناضول)

دعت منظمة تونسية اليوم الثلاثاء السلطات إلى استعادة عشرات الأطفال التونسيين الموجودين قسرا في مناطق النزاعات في الخارج، ومن بينها مناطق كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلنت جمعية "إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج" أثناء مؤتمر صحفي اليوم في العاصمة تونس حول الهجرة القسرية للأطفال الأبرياء إلى تنظيم الدولة، أن أكثر من مئة طفل تونسي يخضعون لسيطرة الأكراد في سوريا.

وقالت الأمينة العامة للجمعية منى الجندوبي "تلقينا إحصائيات من منظمة هيومن رايتس ووتش، وهي تخص عدد الأطفال التونسيين الموجودين تحت سيطرة الأكراد في سوريا، وهم 107 أطفال و44 امرأة".

كما أوضحت منى أن الملفات الواردة إلى الجمعية تبلغ 93 ملفا للنساء و23 ملفا للأطفال، يوجد أصحابها بين سوريا وليبيا. وقالت إن من بين الأطفال مواليد جددا وفئات عمرية تصل إلى سن ست سنوات.

وأشارت إلى أن معظم التونسيين العالقين موجودون بسوريا في مخيمات وضعيتها رديئة جدا، مما تسبب في حصول وفيات في صفوفهم.

ووجهت الناشطة الحقوقية نداء الى السلطات ومنظمات المجتمع المدني لاستعادة الأطفال الأبرياء العالقين في مناطق النزاعات.

ومع اندلاع النزاعات المسلحة في سوريا وليبيا قبل أعوام، سافر تونسيون -بصحبة عائلاتهم أحيانا- للقتال. وبحسب إحصائيات رسمية أوردتها الحكومة مطلع العام الجاري، فإن ما يناهز ثلاثة آلاف مقاتل تونسي سافروا إلى مناطق النزاعات في الخارج معظمهم في سوريا.

وتصطدم محاولات استعادة الأطفال التونسيين في الغالب بعوائق ترتبط بغياب مفاوضين نظاميين يتبعون الدولة في الجهة المقابلة.

المصدر : الألمانية