فورين بوليسي: الرقص على اللحن الروسي بسوريا

وقائع المؤتمر الصحفي الخاص باللقمة الروسية الإيرانية التركية في منتجع سوتشي الروسي بشأن الأزمة السورية.
أشار مقال في مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى دعوة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وفدا من زعماء المعارضة السورية في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث وجه إليهم رسالة قاطعة هي أن الرياض ستبطئ دعمها العسكري لجهودهم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأن الوقت قد حان لتوجيه طاقاتهم بدلا من ذلك لتأمين اتفاق سياسي مع دمشق في مؤتمر السلام بسوتشي في روسيا في يناير/كانون الثاني الجاري.

وجادل الجبير وقتها بأنهم إذا كانوا مستعدين جيدا لسوتشي فإنهم سيكونون في وضع أفضل للتوصل إلى اتفاق بشأن التحول السياسي.

ورأى كاتب المقال كولم لينش أن نداءات الجبير تمثل انتكاسة أخرى للقوى السورية المناهضة للأسد التي خسرت بالفعل الدعم العسكري السري للولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي، والأهم من ذلك أن الرسالة السعودية تؤكد نجاح الضغط الدبلوماسي الروسي لرسم مستقبل سوريا بعد الحرب، ويتشكل هذا المستقبل بسرعة لينافس المسار الرسمي الذي تقوده الأمم المتحدة منذ خمس سنوات في جنيف.

وأضاف أن ما جعل النفوذ الدبلوماسي المتزايد لموسكو ممكنا في نهاية اللعبة السورية يعزى جزئيا إلى سلبية واشنطن، حيث كان تركيز إدارة ترمب منصبا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتصدي لإيران بدلا من تشكيل المستقبل السياسي للبلد الذي مزقته الحرب.

التحرك الدبلوماسي الروسي يقلق العديد من الحكومات الغربية وقادة المعارضة السورية، ويخشون أن يعزز المؤتمر الذي تخطط له موسكو في سوتشي المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها روسيا والحكومة السورية ويديم حكم الأسد

وحتى لو أرادت الولايات المتحدة لعب دور أكبر في سوريا بعد الحرب فإن انسحابها أضعف قدرتها على القيام بذلك، كما قال المبعوث الأميركي السابق للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الجنرال المتقاعد جون ألين.

وقال ألين إن التحرك الدبلوماسي الروسي يقلق العديد من الحكومات الغربية وقادة المعارضة السورية، ويخشون أن يعزز المؤتمر الذي تخطط له موسكو في وقت لاحق من هذا الشهر في سوتشي المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها روسيا والحكومة السورية ويديم حكم الأسد الوحشي ويدفع جيلا جديدا من السوريين إلى التمرد.

كما أنهم يشعرون بالقلق من أن العملية الروسية ستتخلص من بعض الأجزاء الأساسية التي لم يتم الاتفاق عليها في جنيف، مثل حكومة انتقالية ومخطط الحياة بعد الأسد، والكثير من النقاد يتهمون روسيا باعتبارها طرفا في الصراع ولا يمكن أن تكون وسيطا نزيها.

وأضاف الكاتب أن المشكلة هي أن عملية جنيف بدأت تبدو أقل جدوى لأن المساعدة العسكرية الروسية لنظام الأسد جعلت دمشق أقل انفتاحا على فكرة التخلي عن السلطة إلى حكومة انتقالية، وهو عنصر أساسي في خطة جنيف.

من جانبها، لا تبذل واشنطن جهدا يذكر لإبقاء جنيف على قيد الحياة، حيث تركز إدارة ترمب بدلا من ذلك على دحر تنظيم الدولة وتقليل نفوذ إيران.

وختمت المجلة بأنه مع تراجع دور الولايات المتحدة في سوريا يبدو الدفع الدبلوماسي الموازي هو بالضبط ما يحدث، وأن السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة منفتحان الآن لدور دبلوماسي روسي أكبر في رسم مستقبل سوريا.

إعلان
المصدر: فورين بوليسي

إعلان