أما آن للعالم أن يسمع صرخة القدس؟

أما آن للعالم أن يسمع صرخة القدس ونداء القدس
بسم الله خالق محمد وعيسى وسائر الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، خالق السماوات والأرضين بغير شريك ولا معين، خالق الليل والنهار، رافع الشهداء إلى المقامات العلا، وبعد:
إننا من هذا المكان المقدس الذي تشرف بخطوات محمد وعيسى عليهما السلام لنعلن أن خطة ترمب ووعده –بمن لا يملك لمن لا يستحق- لن يتحقق. وإننا من هنا، من القدس العتيقة بأزقتها وحواريها وشوارعها، من جبل الزيتون والمكبر، من شعفاط، بيت حنينا والعيسوية، من العيزرية وأبو ديس ومخيم شعفاط والرام وغيرها، من بيت لحم ورام الله والخليل وجنين، من الناصرة وعكا وحيفا وصفد، من غزة وخانيونس ورفح، على اختلاف هذه المواقع؛ لنعلن عزمنا على الدفاع عن قدسنا بكل ما نملك وبأغلى ما نملك.. إنها مدينة الله ومهوى أفئدة المؤمنين والأولياء والصالحين.
ونقول لترمب: اقرؤوا التاريخ جيدا لتعرفوا أنكم اخترتم الخيار الخطأ، وسلكتم الطريق الذي يؤدي إلى اللاشيء. ونقول له: إن القدس وما حولها لن تهدأ ولن تستقر ولن نسلم قيادتها إلا لمن امتلأت قلوبهم بالرحمة، وتجسدت في أفعالهم صورة المختارين أحمد وعيسى، وإننا ومن هذا المكان الطاهر الذي تعبدت طرقه وشوارعه وأزقته بالنوايا الطيبة لنوجه التحية لشعوب العالم الحرة؛ التي رفضت المقايضة والمساومة الأميركية: (المال مقابل الموقف)، وقالوا للإدارة الأميركية: العالم ليس للبيع. كذلك نقول نحن: القدس ليست للبيع، ولا حل إلا بإلزام دولة الاحتلال الصهيوني بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وإننا ومن هذا المكان، وباسم القدس وأهلها.. باسم أحرار العالم.
باسم كل الرافضين لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان لنتقدم بالمطالب التالية:
– نطالب جميع دول العالم بالوقوف بقوة وحزم ضد كل دولة تعلن نيتها نقل سفارتها لدى الاحتلال إلى مدينة القدس.
– ندعو ونطالب كل الدول العربية والإسلامية إلى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية ضد أميركا؛ وصولا إلى إغلاق سفاراتها في الدول العربية والإسلامية، وسحب الاستثمارات والودائع العربية والإسلامية من بنوكها ومؤسساتها المصرفية.
– طالب الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل على وضع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفسطينية عامة والقدس خاصة موضع التنفيذ، والتي كان آخرها قرار مجلس الأمن الدولي (2334) الذي اعتبر الاستيطان في القدس والضفة الغربية غير شرعي، بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير.
– طالب رؤساء دول وحكومات ورجال دين العالمين العربي والإسلامي أن يرتقوا بردود أفعالهم على القرارات المتعلقة بالقدس من مستوى الإدانة والشجب والخطابات السياسية إلى مستوى الفعل وتوظيف أدوات حقيقية لدعم صمود المقدسيين والحفاظ على المقدسات.
– نطالب الرئيس الأميركي وإدارته المتطرفة بالتراجع عن قرارها المجحف والظالم والمتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، ووقف عدوانها على شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشرعة، وهو ما لا يليق بدولة تدعي دفاعها عن الحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
– نتوجه بالشكر والتثمين لكل دول العالم الحرة والشعوب التي وقفت إلى جانب بطلان وعدم شرعية قرار الرئيس الأميركي المتطرف ترامب، باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ذلك القرار الذي عرّى وفضح أميركا أمام كل دول العالم.
عاشت إرادة العالم حرة مستقلة نابضة وصارخة بالحق رغم التهديد
وعاشت القدس حرة عربية إسلامية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته