صحيفة فرنسية: ولادة "قوة ثالثة" في إيران

وقالت الصحيفة إن ما جرى لا يدخل في إطار الانقسام الذي تجلى على أرض الواقع ببزوغ حركة معارضة لإعادة انتخاب الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد عام 2009، والذي توج باعتقال المعارضين البارزين في المعسكر الإصلاحي مير حسين موسوي ومهدي كروبي (وكلاهما لا يزال تحت للإقامة الجبرية). كما لا يمت بصلة إلى تداعيات إعادة انتخاب الرئيس الحالي حسن روحاني.
وأضافت أن ما يحدث اليوم في الشارع الإيراني له طابع مختلف، فالثورة الحالية مواجهة بين المستبعدين من الاستفادة من النظام الحالي والمستفيدين منه، بين الفقراء المحرومين ومن امتلأت جيوبهم من أموال النفط، بين ضحايا الفساد الواسع ومن هم في واقع أمرهم أدواته. والواقع أن شخصيات معسكر الإصلاح إما التزمت الصمت منذ بداية الاحتجاجات أو نددت بها.
ولهذا، فإن ما يبرز اليوم هو ما يمكن أن يعتبر قوة ثالثة على المسرح الإيراني، قوة غير منظمة وبدون قيادة، لكنها ترفض شخصيات النظام بكل أطيافه ومؤسساته الدينية، بل وحتى الدين بشكل عام، رغم ما ينطوي عليه ذلك من خطر التعرض لحكم بالإعدام.
مع بداية الاحتجاجات، أظهر النظام اعتدالا نسبيا يتناقض مع العنف الذي ميز رد الحكومة الإيرانية على أحداث 2009، مما ينظر إليه على أنه تحاشي مواجهة الرئيس روحاني لقاعدته الاجتماعية التي انتخبته، مؤكدا أنه "يتفهم بعض مطالبهم".
غير أن روحاني شدد من نبرته لاحقا وقال إن الشعب الإيراني سيتصدى لمثيري الشغب والخارجين عن القانون، مما يستشف منه تصاعد قلق السلطات الإيرانية، لكنها رغم كل ذلك لم تستدع كما فعلت عام 2009 قوات حراس الثورة أو مليشيات الباسيج لقمع هذه المظاهرات التي يبدو أن حدتها قد تراجعت كثيرا.