ليبراسيون للاتحاد الأفريقي: الكلام الأجوف لا يبني شيئا

epa06481009 African heads of state pose for a group picture during the 30th Ordinary Session of the African Union (AU) Summit in Addis Ababa, Ethiopia, 28 January 2018. African leaders and the United Nations Secretary-General Antonio Guterres will discuss politcal and security issues under the theme 'Winning the Fight against Corruption: A Sustainable Path to Africa's Transformation'. EPA-EFE/STR
كاغامي: الزعماء الأفارقة مطالبون بمزيد من العمل وقليل من الخطابات (وكالة الأنباء الأوروبية)

مع افتتاح القمة الثلاثين لزعماء الاتحاد الأفريقي أمس الأحد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تعالت أصوات مطالبة بمزيد من العمل وقليل من الكلام.

ففي تقرير لها حول هذا الموضوع، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن الزعيم الجديد للاتحاد الأفريقي الرئيس الرواندي بول كاغامي يريد تحريك المياه الراكدة وإجراء إصلاحات فعلية ودفع الأفارقة إلى التركيز على الإنجاز بدل المجاز، إذ لا يمكنهم أن يظلوا "يلقون ألف خطاب دون اتخاذ قرار واحد".

ويضرب كاغامي كمثال على ذلك نشاطات مجلس السلام والأمن الأفريقي، قائلا: إن هذا المجلس عقد 146 اجتماعا خلال 2017، ولم ينجم عنها سوى 11 قرارا طيلة العام".

هذا رغم أن القارة الأفريقية -وفق رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد "على مفترق طرق" وتواجه تحديات كثيرة عرض فكي منها سلسلة طويلة أمام الزعماء الأفارقة شملت "استمرار الصراعات، وآفة الإرهاب" التي تضاف الآن إلى الهجرة الجماعية، ناهيك عن النقاط المتعلقة بالهشاشة الاقتصادية "التي تركت الملايين من الأفارقة دون تعليم ولا عمل ولا حماية اجتماعية".

ولإبراز مدى قلقه، طرح فكي أمام القادة السؤال التالي: كيف يمكن للمؤسسة القارية الرئيسية أن تستجيب لقائمة التحديات والمخاطر الكثيرة التي تواجهها في ظل تكرر الفشل؟

ذلك الفشل الذي يرى فكي وكاغامي أن الاتحاد لن يتغلب عليه ما لم يتبن "إصلاحا مؤسسيا" كان الرئيس الرواندي قد اقترحه.

ولئن كانت جنوب أفريقيا اعترضت على الإصلاحات المقترحة لأسباب خاصة بها، فإن الدول الأخرى عبرت عموما عن تأييدها له أملا في أن يخرج الاتحاد من وضعية "تنحصر في الغالب على نقاشات لا طائل من ورائها تنتهي بتأجيل المسائل المطروحة إلى دورة مقبلة، ويظل الكلام الأجوف هو سيد الموقف" على حد تعبير أحد الوزراء البوركينيين.

ووفق العضو بمعهد الدراسات الأمنية الجنوب أفريقي ليسل لو فودران، فإن هذه الإصلاحات "تقنية كليا، وتقوم على فكرة جعل بعض أجهزة الاتحاد الأفريقي أكثر نشاطا واستقلالية، مع الحد من كم الأولويات ومن عدد اللجان الثماني، من خلال دمج بعضها، للتركيز على تلك التي هي الأهم بالنسبة للقارة".

وكان كاغامي قد أحاط نفسه بفريق من الخبراء الذين استلهموا العديد من المشروعات للاتحاد الأفريقي، بعضها جديد وبعضها كان موجودا بالفعل لكنه يحتاج لتصحيح وتكييف.

لكن هل سينجح الزعماء الأفارقة في تحريك الأمور والتصدي لتحديات أفریقیا؟ إذ ينتظر منهم مثلا خلال قمتهم الحالية أن يطلقوا العنان لإقامة منطقة تجارة حرة وتحرير النقل الجوي، ناهيك عن كون هذه القمة مخصصة أصلا لمحاربة الفساد الذي ينخر جسم القارة.

إعلان
المصدر : ليبراسيون

إعلان