أفريقيا البدينة تطل على العالم

28/1/2018
تُرى ما ذنب الفقيرة فالنتاين أكيني حتى تتعرض للسخرية والتصرفات الخاطئة وهي تسير في أزقة الحي الفقير بحي "كيبيرا" في نيروبي عاصمة كينيا، في طريقها لعملها في غسل الملابس كي تجني قوت يومها وتطعم أسرتها وبعض ذويها.
ينادونها بالفيلة في مشهد أصبح يوميا، وهي لا تملك إلا أن تعتاد الشتائم المؤلمة.
وتمضي الحكاية التي ترويها صحيفة نيويورك تايمز في مقال تحليلي للكاتب جيفري غيتيلمان لتقول إنه كان يصعب العثور في كينيا في ما مضى على بُدناء مثل أكيني التي تبلغ من الطول 175.26 سنتمترا، بينما يزيد وزنها على 129.27 كيلوغراما.
ولكن كيف تتسلل البدانة إلى بعض شعوب أفريقيا وهي أفقر قارة في العالم وينتشر سوء التغذية في بعض أنحائها؟
الجواب هو أن الاقتصادات النامية في العديد من الأماكن قد أدت إلى تزايد معدلات البدانة في أفريقيا أسرع مما هي عليه في معظم أنحاء العالم تقريبا، مما يتسبب في أزمة بالصحة العامة في القارة وأنحاء المعمورة.
بل إن دراسة حديثة أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن أفادت أن ثماني دول من أصل 20 في العالم تعاني جراء أسرع ارتفاع في معدلات البدانة لدى البالغين هي من دول أفريقيا.
إنه جزء من التحول الزلزالي في أفريقيا، حيث يغير النمو الاقتصادي السريع الحال في كل جوانب الحياة، حتى شكل شعوب القارة نفسها.
كما أن كثيرا من الأفارقة يأكلون المزيد من الوجبات السريعة والكثير منها مستورد، بينما يمارسون الرياضة بمعدل أقل، حين هجر الملايين منهم حياة الزراعة الأكثر نشاطا ليقيموا في المدن المزدحمة.
أسباب أخرى
هناك أسباب أخرى لـبدانة بعض الأفارقة، منها توفر السيارات والدراجات النارية بأسعار مقبولة وفي المتناول، مما يعني أن قلة منهم يمشون سيرا إلى العمل.
هناك أسباب أخرى لـبدانة بعض الأفارقة، منها توفر السيارات والدراجات النارية بأسعار مقبولة وفي المتناول، مما يعني أن قلة منهم يمشون سيرا إلى العمل.
ومنها أن من لم يكونوا يحصلون على عناصر غذائية كافية عندما كانوا صغارا هم عرضة لزيادة الوزن عندما أصبح الغذاء متاحا.
هذا فضلا عن أن النظم الصحية الأفريقية موجهة بشكل كبير نحو مكافحة الأمراض الأخرى.
جرس الإنذار
لا بد أن يقرع جرس الإنذار لأن كينيا تعاني على الأرجح من أسوأ وباء، بل إنه قد يكون أخطر من
من فيروس نقص المناعة (إتش آي في) الذي يهاجم جهاز المناعة بالجسم ويعطل عمله ويؤدي إلى الإيدز.
لا بد أن يقرع جرس الإنذار لأن كينيا تعاني على الأرجح من أسوأ وباء، بل إنه قد يكون أخطر من
من فيروس نقص المناعة (إتش آي في) الذي يهاجم جهاز المناعة بالجسم ويعطل عمله ويؤدي إلى الإيدز.
وفي كينيا لا يتجاوز عدد أطباء القلب 40 يرعون سكانا يبلغ عددهم 48 مليون نسمة، بينما يتوفر طبيب قلب لكل 13 ألف نسمة في الولايات المتحدة.
والأغرب أنه مع تفاقم مشكلة البدانة في أفريقيا في الوقت الراهن، فإن المشكلة الأقدم المتمثلة في سوء التغذية في القارة لم تكد تختفي.
ففي حين أن الملايين من الأفارقة يأكلون الأطعمة غير الصحية أو يفرطون في تناول الطعام، فإن ملايين آخرين لا يزالون يتضورون جوعا أو يكادون.
إعلان
المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز