نيويورك تايمز: ما يجري بأميركا مأساة أم مهزلة؟

24/1/2018
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بمناسبة مرور عام على حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ظل الجدل الذي ما انفك يثور في أروقة النقاد ووسائل الإعلام ومختلف المنابر إزاء سياساته على المستويين الداخلي والخارجي؛ ونشرت في هذا الإطار حوارا طويلا جرى بين كاتبين بارزين.
فقد نشرت الصحيفة حوارا دار بين الكاتب في صحيفة تايمز البريطانية روس دوذات وكبير المحررين لدى مجلة ذي أتلانتك الأميركية ديفد فرام، وهو مؤلف كتاب "ترمبوقراطية" الذي يتحدث فيه عن الفساد في أميركا.
واستهلت نيويورك تايمز النقاش بسؤالين: هل أصبحت أميركا "ترمبوقراطية"؟ وهل ما نشهده مأساة أم مهزلة؟
روس دوذات: شكرا جزيلا لك يا ديفد على مشاركتك إياي مناقشة ما يتعلق بالسنة الأولى من الرئاسة، وأعتقد أننا نمثل قطبين من المحافظين المشككين، ولطالما كنتُ قلقا بشأن عدم كفاءة ترمب وبشأن توجهنا نحو كارثة جيوسياسية.
وفي كتابك، يبدو القلق واضحا بشأن النزعات الدكتاتورية للرئيس، فأنت تعتقد بوجود الخطر السلطوي. لكن ماذا لديك لتقنعني بأنني مسيء لتقدير خطر ترمب على أنه مكر سلطوي، في مقابل كونه رئيسا فوضويا.
ديفد فرام: هذه الاختلافات هي أقل مما تفترض، فلقد شددت مرارا وتكرارا على أن ترمب رئيس استغلالي للثروات الوطنية، يكره الانتقاد والتناقض، ويسعى إلى النهب؛ وعليه إيقاف "أجهزة الإنذار من السرقة" لكي ينجو بما ينهب.
ولكي ينجو ترمب من عواقب اتصالاته غير اللائقة مع روسيا، فقد هاجم مكتب التحقيقات الفدرالي وغيره من وسائل دعم النزاهة العامة.
ومما هو متصل بشكل وثيق بمخاوفك، أن ترمب قوّض مجلس الأمن القومي وسائر أجهزة صنع القرار في مجال السياسة الخارجية، فهذه الجهات انشغلت بأمر التورط الروسي مما تركنا نترنح تجاه الحرب في شبه الجزيرة الكورية دون اهتمام أو وضوح.
دوذات: ولكن يبدو أن السبب في سياستنا العدوانية تجاه كوريا يعود لوجهة نظر مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، الذي يبدو أنه كان مخطئا بشكل كبير بشأن هذه القضية. وإن غياب رئيس جاد ومختص جعل القضية الكورية أكثر خطورة مما ينبغي، هذا فضلا عن تغريدات ترمب التي تنذر باشتعال الحرب، وعما يتعلق بروسيا.
فرام: هذا ما حققه الروس في هذا السياق:
1- فهم تمكنوا من منع رئيس من الوصول إلى السلطة. منع رئيس قادر وخبير في السياسة الخارجية ويفهمهم جيدا.
2- وتمكنوا بدلا من ذلك من إيصال رئيس -ولأسباب تتعلق بالغرور أو أسوأ منها- ترك البلاد بحالة غير حصينة وعرضة لمزيد من الهجمات.
3- وتمكنوا من إيصال رئيس يقوم بتحطيم هياكل التحالفات الأميركية. إذ عندما يطلب الكوريون الجنوبيون الحماية من الولايات المتحدة، يقوم الرئيس الأميركي نفسه بالتغريد بانتظام بأن على الكوريين الجنوبيين أن يطلبوا الحماية من الصين لا من الولايات المتحدة، أي ذكاء في هذا؟! وهو الرئيس الذي يتطلع في اللحظة نفسها إلى أن يبادر الكوريون الجنوبيون للتضحية بمئات الآلاف من أجل حماية أراضي أميركا.
3- وتمكنوا من إيصال رئيس يقوم بتحطيم هياكل التحالفات الأميركية. إذ عندما يطلب الكوريون الجنوبيون الحماية من الولايات المتحدة، يقوم الرئيس الأميركي نفسه بالتغريد بانتظام بأن على الكوريين الجنوبيين أن يطلبوا الحماية من الصين لا من الولايات المتحدة، أي ذكاء في هذا؟! وهو الرئيس الذي يتطلع في اللحظة نفسها إلى أن يبادر الكوريون الجنوبيون للتضحية بمئات الآلاف من أجل حماية أراضي أميركا.
4- وتمكن الروس كذلك من جعل أميركا تعمل بطرق تريحهم، حيث يتحكم المتنفذون بالسلطة والبلاد مفتوحة أمام الفساد.
5- كما ساعد الروس في تثبيت رئيس عنصري.
ومضى الكاتبان في حوار انصب على مناقشة ما جاء في الكتاب الذي تناول قضايا تتعلق بتاريخ الولايات المتحدة، من حيث أداء بعض رؤسائها السابقين وطريقتهم في الحكم، مع مقارنتها بما يتخذه ترمب من قرارات وينتهج من سياسات وانعكاساتها على الولايات المتحدة وحلفائها في العالم.
إعلان
المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز