لوموند تتعاطف مع "معاناة" الأسماك

وقالت الصحيفة إن الصيد الجائر أدى إلى اختفاء 90% من سمك القد ومعظم الأسماك الكبيرة مثل الهاك والحدوق وأبو سيف والتونا والقرش، ملفتة إلى أن "إبادة الحيوانات البحرية التي يغطي موطنها 71% من كوكبنا تجري بقسوة دون رقيب ولا حسيب".
وتنقل الصحيفة عن دورية نصف سنوية لحقوق الحيوان تصدر عن جامعة ليموج الفرنسية في عدد ديسمبر/كانون الأول 2017، وصفها لما تتعرض له الأسماك بأنه إبادة مخيفة تنم عن ازدراء لهذه الكائنات البحرية.
وتضيف الدورية أننا نذبح 64 مليارا من الفقاريات البرية لاستهلاكها في غذائنا، بينما نبيد ما بين 970 و2740 مليارا من الفقاريات البحرية، وهو رقم مهول توصل إليه تقييم للمنظمة البريطانية غير الحكومية فيشكونت عام 2010 .
ولا تأخذ هذه التقديرات في الاعتبار الأسماك التي لم تسجل والجريحة التي يرميها الصيادون في البحر، وهذه تمثل ما بين 10% و40% من الحمولة، مما يجعل تقرير فيشكونت يخلص إلى أن أسوأ الممارسات هي "التي تجري في البحر".
وتنقل الصحيفة في هذا الإطار، عن منسق الحملة العالمية "ما الأسماك؟" إيف بونارديل قوله "إن اهتمامنا بالأسماك ضئيل للغاية لأنها تبدو مختلفة جدا عنا، فنحن لا نسمع صرخاتها إذا شعرت بالضيق ولا يمكننا تصور طريقة معاناتها، ولهذا السبب فإن أساليب صيدها لا تخضع لقواعد ثابتة رغم أنها تسبب لهذه المخلوقات معاناة لا تتصور".
وأضافت الصحيفة أن البشر إذا كانوا قد خففوا من طريقة تعاملهم مع الحيوانات البرية في حدائق الحيوانات والمسالخ والعروض، فإنهم يواصلون إبادة الأسماك دون هوادة، إذ إننا "بالكاد نعتبر الأسماك حيوانات".
وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فستكون له عواقب لا تحمد، فوفقا لمجلة "ساينس" ستختفي جميع الأنواع الكبيرة من الأسماك بحلول عام 2050.