الصحف الفرنسية: ترمب.. عام من الصخب والغضب

فـ"فضيحة" روسيا وصحة ترمب العقلية والفوضى الدبلوماسية التي سببها في تعامله مع أكثر من ملف إضافة إلى مواضيع أخرى، هي أهم الأمور التي ميزت الذكرى السنوية الأولى لتربعه على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، حسب موقع ميديابارت.
لقد كان "عام صخب وغضب" على حد وصف صحيفة لوباريزيان، التي لفتت مع ذلك إلى أن ترمب الذي غدا اليوم في أدنى مستويات استطلاعات الرأي، والذي تهدده القضية الروسية لا يزال يحافظ على قاعدته الشعبية.
تغييرات جذرية
والسبب في ذلك حسب لوفيغارو، هو أن هذا الرئيس "الشعبوي" كان مخلصا لتلك القاعدة، إذ لو تركنا جانبا "الفوضوية التي ميزت تصرفاته"، نجد أنه في الواقع استمر بشكل منهجي طيلة العام الماضي في إحداث تغييرات جذرية في الإدارة والاقتصاد والبيئة والسياسة الخارجية والعدالة، فالرجل "ينجز أو يحاول أن ينجز كل ما وعد به"، على حد تعبير لوفيغارو.
"ما أحبه في ترمب أنه يمثل الصورة النمطية للأميركي"، حسب ما صرح به أحد المعجبين بترمب لصحيفة ليبراسيون، "فهو رجل الشعب الذي يسايره ويتحدث لغته، بعيدا عن النخبة، والواقع أن الحزب (الجمهوري) لم يسانده في بداية الأمر".
لكن النزعة القومية التي يستلهم منها ترمب خياراته الدبلوماسية تفاقم الفوضى عبر العالم، حسب صحيفة لاكروا، وهو ما دفعها إلى وصفه بــ"المزعزع الكبير".
"عنجهية" و"عنصرية"
فقد اتسمت سياسته في الشرق الأوسط مثلا "بوحشية بعيدة عن المنطق"، حسب افتتاحية صحيفة لوموند علقت فيها على قرار ترمب تجميد جزء من مساهمة أميركا في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، "فلا شيء يبرر هذا القرار الذي لا يسعد سوى اليمين الإسرائيلي، فهو يعرض بوحشيته وطريقته الابتزازية استقرار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
والواقع أن ترمب، "منخرط منذ 12 شهرا في حملة انتخابية دائمة تستهدف إثارة قاعدته بدلا من تمثيل غالبية الأميركيين، إنه رئيس يتعامل مع الواقع بأسلوب مشوه ويهاجم الصحافة بعنجهية"، على حد تعبير لوموند.
وهذا ربما هو الذي جعل صحيفة ليزيكو تتنبأ بألا يكون عام ترمب الثاني أقل فوضوية من عامه الأول، إذ إن "القدرة التخريبية للرئيس الأميركي لا تزال على أشدها، والانتخابات النصفية المزمعة هذا العام ستمثل فرصة ذهبية لإظهار تلك القدرة داخل الولايات المتحدة وعلى الساحة الدولية".
واعتمدت الصحيفة في تقييمها على ما ميز فترة ترمب حتى الآن من "إطراء لقاعدته الانتخابية وازدراء للوضع القائم وللإعلام" حتى "وصل به الحد إلى التبجح بــالعنصرية المقيتة بوضوح ودون مواربة".