سعي إيران لزعزعة استقرار المنطقة يرتد عليها


أعداء إيران
ويستطيع الغرب استغلال هذه التوترات، وذلك من خلال الضغط على الكرملين والنظام السوري من أجل وقف تخريب مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تسوية سياسية في سوريا.
وفي حين يلقي آية الله العظمى علي خامنئي باللائمة على "أعداء إيران" في التسبب باندلاع الاحتجاجات الأخيرة، فإن روسيا -بوصفها حليفة لإيران- تحذر الغرب إزاء التدخل في الشأن الإيراني، وسط انتشار حالة من عدم الرضا في أوساط الشعب الإيراني.
فالإيرانيون العاديون ينبغي لهم العيش بشكل أفضل، لكن الأمر ليس كذلك، فمستويات المعيشة قد انخفضت، وذلك رغم أنه تم رفع العقوبات الدولية المفروضة، وذلك في أعقاب إبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى في 2015.
وكانت الاحتجاجات الأخيرة اندلعت في أعقاب وقف السلطات الإيرانية إعانات المستهلكين، فضلا عن الغضب إزاء الفساد والغلاء وتردي حال الاقتصاد والسياسات الاجتماعية والسياسة الخارجية.

دور الغرب
وقد دعا الاتحاد الأوروبي إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين، وأما الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي، فذهبا إلى ما هو أبعد من هذا، حيث أشادا بالمتظاهرين ودعوَا إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي.
فالولايات المتحدة التي التزمت الصمت إزاء الاحتجاجات الإيرانية لعام 2009 تبدو الآن مختلفة في هذا السياق وتدعم الاحتجاجات الإيرانية هذه المرة.
في السياق نشرت المجلة مقالا كتبه الممثل والمخرج الأميركي من أصل إيراني فرشاد فرحات قال فيه إن فرض عقوبات جديدة على إيران من شأنه إيذاء حركة الاحتجاج الحالية في البلاد.
وأشار الكاتب إلى أن العديد من السياسيين والمواطنين الأميركيين أعربوا عن دعمهم وتأييدهم وتضامنهم مع الاحتجاجات، ولكن ينبغي لهم أن يفهموا كيف تؤثر السياسة الأميركية على الاقتصاد الإيراني.
ودعا فرحات الأميركيين إلى المطالبة بوقف الضغط الاقتصادي والعقوبات الأميركية المفروضة على إيران منذ عقود، وذلك لأنها تسببت في إزهاق الملايين من الأرواح وعززت الحكومات الدكتاتورية وأشعلت حربا داخل إيران وعبر المنطقة.
وأما إذا ما أعادت إدارة ترمب فرض العقوبات على إيران، فإنها ستتسبب في زيادة تدهور الاقتصاد الإيراني، الأمر الذي يعطي الحرس الثوري الإيراني الفرصة لحشد الفقراء في الشارع، وذلك لإلحاق الهزيمة بالإصلاحيين، ويتولى هو بالتالي السيطرة الكاملة على الحكومة.