عاصفة إليانور تكشف الحجم الهائل لأزمة البلاستيك العالمية

كشفت عاصفة إليانور التي ضربت شواطئ مقاطعة كورنوال البريطانية؛ الحجم الهائل لأزمة المواد البلاستيكية التي يلقيها الناس في محيطات العالم. فقد أظهرت الصور الملتقطة لكورنيش المقاطعة الخلاب بعد مرور العاصفة، تراكمات ضخمة من النفايات البلاستيكية المتناثرة.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن زيادة الطلب على المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة -مثل مغلفات الطعام وزجاجات الماء- في السنوات الأخيرة، ساعدت في إنتاج المزيد من البلاستيك في العقد الماضي أكثر مما كان في القرن الماضي.
ونبهت إلى أن أكواب القهوة المعدة للاستعمال مرة واحدة في دقائق معدودة تستغرق نحو 450 عاما لكي تتحلل بعد إلقائها، والنتيجة أن محيطات العالم الآن تختنق بمليارات الأطنان من البلاستيك.
وقالت الصحيفة إن زيادة الوعي العام بتأثير النفايات البلاستيكية في السنوات الأخيرة ساعد على تقديم صورة واضحة لتأثيرها على البيئة البحرية في برامج مثل الكوكب الأزرق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
ويقول الخبراء إن بعض هذه المواد البلاستيكية التي استقرت على شواطئ كورنوال كانت في المحيطات بالفعل لسنوات وعقود، وبعضها أتى من بريطانيا عبر أنظمة المجاري التي تصرف في البحر.
يشار إلى أن العالم في عام 1950 كان ينتج 1.5 مليون طن متري من البلاستيك، وقد نما هذا الإنتاج إلى 50 مليون طن بحلول العام 1976، وفي 2002 تضاعف الإنتاج أربع مرات ليصل إلى 200 مليون طن.

ولكن الطلب على المنتجات البلاستيكية زاد في العقد الماضي إلى مستويات استثنائية مع نمو الطلب على مواد الاستخدام الواحد. وفي عام 2015 بلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك 322 مليون طن، وهذه الزيادة الكبيرة في السنوات الأخيرة هي التي تجعل أزمة البلاستيك في المحيطات في الصدارة.
ووفقا لحركة "السلام الأخضر" يقدر حجم النفاية البلاستيكية التي تدخل المحيطات سنويا بـ12 مليون طن، أو ما يعادل حمولة شاحنة كل دقيقة، وتشق طريقها إلى هناك عبر عدد من الطرق المختلفة.
وتأتي غالبية البلاستيك التي تسد المحيطات من القمامة البشرية، حيث يقدر أن 80% من نفايات البلاسيتك البحرية كانت أصلا مهملة أو تم التخلص منها على اليابسة قبل انجرافها إلى البحار ومنها إلى المحيطات بفعل الرياح.
وذكرت الصحيفة أن نحو خمس القمامة البحرية تتشكل من الإلقاء غير القانوني ومعدات الصيد المهملة والمواد الأخرى المفقودة في البحر عرضا والتسرب الصناعي.
ونبهت إلى خطورة الكريات البلاستيكية التي تستخدم في صناعة المنتجات البلاستيكية بأنها يمكن أن تكون ضارة بالحياة البحرية، وأنها مصدر واسع الانتشار للتلوث البحري، وهي موجودة الآن على ثلاثة أرباع الشواطئ البريطانية ويسهل أن تشق طريقها إلى المحيطات عبر حوادث الشحن أو التسريب.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة العالمية، وأشارت إلى خطوات فعلية في بريطانيا حيث يشارك عدد متزايد من المتطوعين في تنظيف الشواطئ سنويا.
كما أن الضجة المتزايدة حول هذه الأزمة دفعت الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات للحد من كمية النفايات البلاستيكية التي تنتجها المملكة المتحدة، ومن بينها حظر القطع البلاستيكية المعروفة باسم "مايكروبيدس" التي تدخل في إزالة المساحيق وأصبحت مصدرا منتشرا للتلوث البحري.