كاتب إسرائيلي يشكك بنجاح وقف بث الجزيرة
قال الكاتب الإسرائيلي في موقع "ميدا" نوعام بنعات إن قرار وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا إغلاق مكاتب قناة الجزيرة لا يعني أنه سيتمكن من القيام بذلك.
وأضاف أن المواطنين العرب داخل إسرائيل لديهم صحون لاقطة خاصة في بيوتهم يستطيعون التقاط بث قناة الجزيرة عن طريقها، وفي هذه الحالة ليست لدى الحكومة الإسرائيلية أي سيطرة عليهم.
لغز الجزيرة
وأضاف بنعات المتخصص في الشؤون العربية أن الجزيرة بالنسبة للكثير من الإسرائيليين تعتبر اليوم لغزا، فهي تبث من دولة قطر التي تدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن جهة ثانية فهي قناة تلفزيونية بإمكانيات تقنية عالية المستوى تفسح المجال لمتحدثين إسرائيليين للتعبير عن مواقفهم.
وقد عرف الجمهور الإسرائيلي قناة الجزيرة لأول مرة عام 2008 حين أجريت مقابلة شهيرة مع المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار، وترجمت أقواله إلى اللغة العبرية، ووصلت لمئات الآلاف من الإسرائيليين.
وأوضح بنعات -الذي يلقي محاضرات دورية بشأن تطورات الشرق الأوسط- أن شبكة الجزيرة بجانب أنها تبث قنوات تلفزيونية عديدة لديها موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يحوز على شعبية عربية واسعة، وقد نجحت القناة في تقديم زاوية جديدة للشرق الأوسط في سنوات التسعينيات بما لم تتناوله باقي وسائل الإعلام العربية، وتحوز على مشاهدة 80% من الجمهور في العالم العربي.
وأشار أن الكثيرين في العالم ينظرون إلى قناة الجزيرة على أنها تمثل قوة مؤثرة، بل إن العديدين يرون فيها العامل الأهم في اندلاع الثورات العربية مع بداية 2011 التي باتت تسمى الربيع العربي.
قذيفة صاروخية
وأكد أن علاقة الجزيرة مع السلطات الإسرائيلية تمتاز عادة بالتوتر، فقد شهد الجانبان مواقف متوترة في عامي 2008 و2014، زاعمة أن القناة منحت تغطية لكل قذيفة صاروخية أطلقتها حركة حماس على إسرائيل، لكنها عملت على التعتيم على نجاحات منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بالتصدي لتلك القذائف، مما دعا وزير الاتصالات السابق جلعاد أردان للمطالبة بوقف بث الجزيرة، لكن الجهات الفنية ذات العلاقة بالأقمار الصناعية في إسرائيل رفضت توصيته.
وأشار الكاتب إلى أن دعم قناة الجزيرة الأعمال المعادية لإسرائيل بدا واضحا، وتجلى ذلك في أحداث المسجد الأقصى في الأسابيع الأخيرة، مما شكل أحد أسباب قرار الوزير أيوب قرا حظر عمل القناة.
وأوضح أنه في حال نجحت خطوة إسرائيل بإغلاق الجزيرة فإنها ستكون اتبعت دولا عربية عديدة في هذا المسار مثل السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة رغم امتلاك القناة شبكة علاقات ومكاتب تزيد على ثمانين مكتبا في العديد من دول العالم، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وإنجلترا وتركيا.
وختم بأنه يبدو من الأفضل لإسرائيل التركيز على إجراءات حرمان موظفي الجزيرة في إسرائيل من الامتيازات التي يحصلون عليها من مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، والامتناع عما وصفتها الكاتبة بالدعوات العقيمة لوقف بث القناة.