هل يتعلم الأميركيون من فشلهم في سوريا؟

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب تيد غالين كاربنتر قال فيه إن برنامج المخابرات المركزية كان مجرد عنصر واحد من الإستراتيجية الأوسع التي اتبعتها الولايات المتحدة لدعم هذه المعارضة التي كانت تحاول الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أنه من غير الواضح ما إذا كان سيجري التخلي عن هذا الهدف وعن غيره من التدابير الرامية إلى تحقيقه، وقال إن جهود الوكالة والمسعى الأميركي الشامل لتحديد المعارضة المعتدلة وتقوية موقفها كان خطرا بحد ذاته.
وأضاف أن هذه المغامرة الأميركية في سوريا تعد الأحدث من بين مغامرات الولايات المتحدة الأخرى لدعم قوات في بلدان متعددة منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وأن دعم واشنطن المجاهدين الأفغان ضد جيش الاحتلال السوفياتي كان المبادرة الأولى التي أسهمت في تقوية القوات الإسلامية المتطرفة.
وأشار إلى العديد من الحالات التي تورطت فيها واشنطن منذ هذا التاريخ، وقال إن نهايات بعضها كانت كئيبة، وأضاف أن دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية يمثل الإحراج الأكبر.

تصريحات بانيتا
وقال الكاتب إن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي خدم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اعترف في وقت لاحق بأنه لم يكن هناك تنسيق يذكر بين جماعات المعارضة في سوريا، وأن بعضها كانت له روابط "بغيضة" مع جماعات إرهابية.
ونسب إلى بانتيا تصريحه بأن هذه العوامل جعلتنا حذرين إزاء الالتزام بقضية المعارضة السورية، وأن دعمنا الأولي لها لم يكن ينم عن مخاطر وأنه تمثل في التدريب وبعض الإمدادات دون تزويد المقاتلين بالأسلحة.
وأضاف أن واشنطن ركزت في مرحلة ما على تمويل وتدريب مقاتلي المعارضة بشكل مباشر، وأن الأمل كان يحدو الولايات المتحدة في عهد أوباما في أن يبلغ عدد كوادر المعارضة المعتدلة عشرات الآلاف، لكنه ثبت أن هذا البرنامج لا يمثل سوى التخبط الكلي، وذلك رغم إنفاق واشنطن نحو 500 مليون دولار عليه.
وأضاف أن الأمر أيضا انتهى بالولايات المتحدة إلى تسليح بعض الفصائل المتنافسة من بين قوى المعارضة، وتساءل عن مدى استمرار الولايات المتحدة بتكرار التجارب الفاشلة في هذا المجال.