أبرز التغييرات في الأقصى بعد 14 يوليو

محمد أبو الفيلات-القدس

عندما رضخ الاحتلال الإسرائيلي لمطالب الفلسطينيين الذين اعتصموا في محيط المسجد الأقصى نحو أسبوعين، وأزال البوابات الإلكترونية والجسور والممرات الحديدية وكاميرات المراقبة التي زرعها على أبواب المسجد، بدأ الاحتلال بتصعيد إجراءاته الانتقامية في المسجد محاولا الإثبات أنه صاحب النصيب الأكبر في السيادة عليه.

فمع استئناف الصلاة في المسجد الأقصى الجمعة الماضي، واستئناف الأوقاف الإسلامية في القدس عملها داخله، بدأ يظهر جليا أن الاحتلال يسعى للانتقام من الذين وقفوا أمام أجنداته ومخططاته، فشدد من إجراءات التفتيش والاستجواب للمتوافدين إلى المسجد الأقصى وخاصة حراسه وموظفي الأوقاف الإسلامية، وزرع الكاميرات في محيطه.

وأغلقت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى يوم 14 يوليو/تموز الماضي بعد اشتباك مسلح بساحته استشهد فيه ثلاثة فلسطينيين وقتل جنديان إسرائيليان، لكن أعيد فتحه بعد يومين ضمن إجراءات جديدة رفضها المقدسيون وأصروا على إزالتها وهو ما جرى في 27 من الشهر نفسه.

تفتيش الموظفين
يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن الاحتلال بدأ يطلب من موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى إبراز بطاقاتهم الشخصية وبطاقات عملهم قبل السماح لهم بدخول المسجد رغم أن جنود الاحتلال المتمركزين على الأبواب يعرفون من يعمل داخل المسجد الأقصى
.

الكسواني قلق من إمكانية العودة لاستخدام أدوات التفتيش الإلكتروني اليدوية (الجزيرة)
الكسواني قلق من إمكانية العودة لاستخدام أدوات التفتيش الإلكتروني اليدوية (الجزيرة)

وقال في حديثه للجزيرة نت إن الاحتلال أبعد أربعة حراس عن المسجد الأقصى بعد فك الاعتصام المناهض لإجراءات الاحتلال في محيط الأقصى، فوصل عدد الحراس المبعدين عن المسجد إلى ثمانية حراس.

وبين الكسواني أن الاحتلال استخدم العصي الإلكترونية لتفتيش الوافدين إلى المسجد الأقصى السبت الماضي ثم وتوقف عن ذلك، لكن الجنود ما زالوا يحملونها على الأبواب.

وتوقع مدير المسجد الأقصى إعادة استخدام العصي في أي لحظة، وهو ما يثير قلق الأوقاف كونها -برأي مدير المسجد الأقصى- لا تختلف عن البوابات الإلكترونية التي كانت قد زرعت عند أبواب الأقصى.

ومن التغييرات أيضا تكثيف سلطات الاحتلال من عدد جنود الاحتلال في الحواجز المقامة عند بوابات المسجد الأقصى، ومهمتهم بحسب الكسواني التنغيص على المصلين، إذ يوقفونهم ويسألونهم عن أسمائهم وعن مكان سكنهم وعن عملهم إضافة إلى احتجاز بطاقاتهم الشخصية.

من جهتها، ذكرت رئيسة الحارسات في المسجد الأقصى زينات دويك إن التفتيش لا يقتصر عند الأبواب على الشباب الوافدين إليه "فهو يقوم بتفتيش حقائب النساء والحارسات كذلك، وهم ما يشعرنا بالإهانة كون هذا مكان عملنا ومسجدنا ولا يحق له تفتيشنا".

أما داخل المسجد الأقصى فأصبح الاحتلال يسمح لأعداد كبيرة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في الفترتين الصباحية والمسائية، فخلال يومين فقط وصل عدد المقتحمين للمسجد الأقصى أكثر من 600 مستوطن.

وإضافة للإجراءات الأمنية، ثبتت سلطات الاحتلال ثلاث كاميرات مراقبة في الرواق الغربي للمسجد وكاميرات أخرى فوق المدرسة التنكزية الواقعة في الرواق الغربي أيضا تكشف صحن قبة الصخرة بالإضافة إلى المحيط الغربي للأقصى.

الاحتلال ثبت كاميرات فوق باب الأسباط وفي الرواق الغربية لمسجد الأقصى (الجزيرة)
الاحتلال ثبت كاميرات فوق باب الأسباط وفي الرواق الغربية لمسجد الأقصى (الجزيرة)

لجنة خاصة
ونصب الاحتلال كاميرا جديدة فوق باب الأسباط تكشف المنطقة الشرقية للمسجد، حيث كانت هذه المنطقة غير مكشوفة من قبل الكاميرات المنصوبة في جبل الزيتون المقابل للأقصى، لأنها منطقة حرجية مليئة بالأشجار، فاستغل الاحتلال إغلاق المسجد ليومين متتاليين لنصبها
.

ويقول مدير المسجد الأقصى إن عدد الكاميرات التي نصبت داخل المسجد الأقصى غير معروف ويظهر منها فقط سبع كاميرات، غير مستبعد وجود عدد أكبر.

وأشار الكسواني إلى تعيين الأوقاف لجنة بحثية مهمتها رصد التغييرات التي أجراها داخل المسجد الأقصى، موضحا أنها ستخرج بالنتائج يوم الأحد المقبل.

وبين أن هذه اللجنة مهمتها البحث داخل المصلى القبلي وقبة الصخرة والساحات ومركز ترميم المخطوطات والمتحف الإسلامي بالإضافة إلى مكتبات المسجد.

المصدر: الجزيرة

إعلان