هل تنزلق أميركا نحو حرب أخرى بسوريا؟

U.S military vehicles travel in the northeastern city of Qamishli, Syria April 29, 2017. Picture taken April 29, 2017. REUTERS/Rodi Said
قوات أميركية تمر عبر مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا آخر أبريل/نيسان 2017 (رويترز)
تناولت مجلة "ذي أتلانتك" الأميركية الأزمة المتفاقمة في سوريا، في ظل تورط لاعبين وقوى خارجية في البلاد التي مزقتها الحرب منذ سنوات، ومن بينها الولايات المتحدة، وتساءلت إذا كانت أميركا انزلقت إلى مستنقع حرب أخرى في سوريا؟

وأشارت المجلة في مقال للكاتبين إيلان غولدينبيرغ ونيكولاس هيراس إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصعد تدريجيا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه الداعمين له، الأمر الذي ينذر بالفوضى في المنطقة برمتها.

وأضافت أنه بينما كانت الولايات المتحدة منشغلة بتصريحات مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي، كانت هناك قصة أخرى تتدحرج في الجانب الآخر من الكوكب، ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أميركا نفسها.

وأوضحت أن الجيش الأميركي اشتبك الشهر الماضي في سوريا ثلاث مرات في صراع مباشر مع القوات المشتركة لنظام للأسد، وهي المتمثلة في المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومقاتلي حزب الله اللبناني، وربما حتى من قوات النخبة من الحرس الثوري الإيراني.

وأضافت المجلة أن هذه الاشتباكات ربما أسفرت عن مقتل عدد قليل من القوات الموالية لنظام الأسد.

‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)
‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)

أهمية إستراتيجية
لكن المجلة استدركت بالقول إن هذه الأحداث تبقى أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية من الضربة الجوية الأميركية بصواريخ توما هوك التي شنتها إدارة ترمب على مطار الشعيرات التابع للنظام السوري بريف حمص في نيسان/أبريل الماضي، وذلك في إطار الرد على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية.

 وأضافت أنه رغم أن الولايات المتحدة ربما تكون تورطت في حرب جديدة في سوريا، فإنه لم يكن هناك أي تفسير علني يُذكر من المستويات العليا للحكومة أو تغطية كافية من جانب وسائل الإعلام أو رقابة من جانب الكونغرس.

واستدركت بالقول إن هذه لا تعد الطريقة المناسبة من جانب الولايات المتحدة للتعامل مع ما يمكن أن يتحول إلى تدخل عسكري أميركي موسع إلى حد كبير في الشرق الأوسط.

وأضافت أن هذه الأحداث جميعها جرت في منطقة التنف (جنوبي شرقي سوريا)، وذلك حيث يقوم نحو 150 عسكريا أميركيا بتدريب قوات المعارضة التي يتوقع منها أن تقوم بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت إلى أن الحادثة الأولى كانت في مايو/أيار الماضي عندما قصفت الطائرات الأميركية قافلة لقوات شيعية وغيرها من الفصائل المدعومة من إيران أثناء توجهها إلى التنف، وأما الحادثتان الأخريان فجريتا قبل أيام.

وتمثلت الحادثة الثانية في قصف جوي أميركي على قوات برية مدعومة من إيران، وأما الحادثة الثالثة فكانت إسقاط طائرة إيرانية مسيرة وتدميرها على أيدي القوت الأميركية.

وتحدثت المجلة بإسهاب عن المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة في جنوبي شرقي سوريا، وكذلك عن التحالفات التي تحاول إعادة الاستيلاء على الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم سواء في سوريا أو العراق.

وأضافت أن هناك أسبابا مشروعة للولايات المتحدة  للتسابق للسيطرة على هذه المنطقة، وذلك في ظل أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لإيران، بوصفها تمثل الجسر الذي يوصلها عبر العراق وسوريا إلى البحر  المتوسط.

وأشارت إلى أن سيطرة الولايات المتحدة على هذه المنطقة من شأنها الرد على الخطوات التي تحاول إيران من خلالها زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بل وطمأنة الحلفاء الإقليميين إزاء القلق من النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط.

لكن المجلة تحدثت من جديد عن التعقيدات التي قد تواجهها الولايات المتحدة في حال المخاطرة بالتصعيد المباشر مع إيران أو المواجهة مع روسيا، الأمر الذي ينذر باشتعال المنطقة برمتها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية

إعلان