حضرا لمانشستر مشردين وغادرا بطلين

وتكشف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أن هذين الشابين المشردين سرعان ما تلقيا الثناء بوصفهما بطلين، وذلك نظير ما قاما به من دعم وعون لضحايا التفجير الذي تعرضت له قاعة الاحتفالات وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وتضيف الصحيفة أنه بينما انشغلت مانشستر وبقية أنحاء بريطانيا بصدى أعنف هجوم تتعرض له البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان، فإن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لم تغفل عن الإشادة بهذين المشردين نظير ما أبدياه من شجاعة وإنكار للذات.
فقد أوضحت تقارير محلية عن أن باركر (33 عاما) كان يستجدي المال عندما دوى الانفجار، وأن قوة التفجير ضربته بالأرض، لكنه لم ينزعج وأنه بدلا من أن يولي هاربا باحثا عن النجاة بنفسه، أسرع لتقديم يد العون للضحايا.

دماء وأطفال
وأضافت الصحفية أن باركر شوهد وهو يحاول طمأنة فتاة فقدت ساقيها بالهجوم بينما كان يلفها بقميص، وأنه شوهد وهو يحاول تهدئة امرأة عجوز في الستينيات من عمرها وهي تموت بين يديه جراء إصابات برأسها ورجيلها إثر تعرضها للانفجار.
وكشفت الصحفية عن أن مشردا آخر هو ستيفن جونز (35 عاما) قال إنه كان يرفع المسامير من أيادي ووجوه الأطفال الذين عصف بهم الانفجار.
وأشارت إلى أنه تحدث لمحطة "آي تي في" الإخبارية بالقول إنه إذا كان مشردا فذلك لا يعني أنه لا يملك قلبا أو مشاعر إنسانية تجاه الآخرين، وإنه يأمل في أن يتقدم إليه من سيساعده في حال احتاج هو للمساعدة.
ويضيف جونز أنه تقدم لمساعدة الآخرين بالفطرة، ويروي كيف كان المشهد الذي تبع الانفجار وكيف كان الأطفال يبكون ويصرخون وهم مضرجون بدمائهم في كل أنحاء أجسادهم.
وأضافت الصحيفة أن صفحة لجمع التبرعات انطلقت على شبكة الإنترنت لصالح باركر نظير شجاعته في هذا الموقف، وأن التبرعات سرعان ما بلغت عشرات آلاف الدولارات. وأن صفحة أخرى للتبرعات نشأت لصالح جونز أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المأساة التي تسبب بها الانفجار ربما تسببت هي بدورها برأب صدع عائلي، فبعد هجوم مانشستر وظهور اسم باركر عبر وسائل الإعلام، تمكنت والدته من التواصل معه.
فقد كتبت الوالدة على صفحة التبرعات إن كريس باركر يكون ولدها وإنه كان مفقودا وإنها كانت تسعى لمعرفة مكانه والتواصل معه منذ زمن بعيد، وإنها لم تكن تعرف أنه يعيش مشردا، مضيفة أنها فخورة به وأنه لا بد الآن أن يكون بحاجة إليها.