ما الذي تخشاه طهران من طريق بغداد عمان؟
وأشارت إلى أن هذا الطريق السريع بين العاصمتين العراقية والأردنية يمر عبر أرض صحراوية، وسط مخاطر متعددة تعرضت لها القوافل وسائقو الشاحنات، وأبرزها المواجهة مع العصابات المسلحة و قطّاع الطرق المتجولين والمنتشرين في المنطقة.
وأضافت أن الولايات المتحدة تسعى لتطوير هذا الطريق وتجعله يعج بمحطات الخدمة والاستراحات والمقاهي والمحلات متعددة الأغراض، وذلك بحيث يقوم مستخدموه بدفع بعض الرسوم نظير هذه الخدمات.
وقالت إن أميركا ترى في هذا المشروع طريقا متطورا كالذي يربط بين مدينتي نيوجيرسي وتيرنبايك في الولايات المتحدة نفسها.
وأشارت إلى أن هذه الرؤية تعد جزءا من الجهود الأميركية الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في العراق، وتأمين النفوذ الأميركي نفسه في البلاد بعد انحسار الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت أن الحكومة الأميركية ساعدت في التوصل لاتفاق بين العراق ومجموعة أوليف (شركة أمنية خاصة) من أجل إنشاء وحماية أول طريق سريع مجهز بهذه الخدمات المتطورة.
توتر ونفوذ
واستدركت الصحيفة بأن هذا المشروع سرعان ما اصطدم بالتوترات الجيوسياسية والطائفية في المنطقة، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت أن طهران تعارض تطوير هذا الطريق، وأنها مصممة على تخريب هذا المشروع الذي ترى فيه ترسيخا للنفوذ الأميركي في العراق، أو على عتبة إيران نفسها.
وأوضحت أن قادة المليشيات العراقية المرتبطين بإيران والذين تعد تصريحاتهم انعكاسا لآراء طهران أعلنوا تعهدهم باستئناف الهجمات ضد القوات الأميركية، وذلك إذا قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تركها في العراق بدعوى تدريب القوات العراقية أو مواجهة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن قادة المليشيات هؤلاء أطلقوا تصريحات انتقدوا فيها مشروع تطوير الطريق السريع بين بغداد وعمان على وجه الخصوص.
وقالت إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يقع في مركز هذه التوترات، فهو الذي عزز صفقة تطوير هذا الطريق السريع، وهو الذي يضع نفسه بشكل أقرب إلى الولايات المتحدة، وذلك في وقت أصبح فيه النفوذ الإيراني أكثر وضوحا في العراق.
العبادي وإيران
وأضافت الصحيفة أن زعيم حزب الله الشيعي البارز في العراق عزت شهبندر أصبح يمثل صوتا رائدا في معارضة مشروع تطوير هذا الطريق السريع، وأن شهبندر أكد أن المليشيات العراقية المدعومة من إيران تعد أكثر قوة من الجيش العراقي.
وأشارت إلى أن شهبندر صرح بأن إيران ستسعى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالعبادي، وإزالته من السلطة في حال إتمام ترتيبات هذا المشروع الذي لا تريده.
وتحدثت الصحيفة بإسهاب عن رؤية الدبلوماسيين الأميركيين في العراق لأهمية هذا المشروع، بوصفه يخدم غرضين: أحدهما تعزيز التنمية الاقتصادية في محافظة الأنبار الشاسعة ذات الأغلبية السنية، الذين يشعرون بالتهميش من جانب حكومة مركزية ببغداد يقودها الشيعة.
وأما الغرض الثاني من وراء هذا المشروع، فيتمثل في الضغط على نفوذ إيران الشيعية التي أثارت قوتها المتنامية في العراق حلفاء سنيين مهمين للولايات المتحدة مثل السعودية وتركيا.
وأشارت إلى أن المشروع يشمل توفير حماية مسلحة متحركة لمرافقة القوافل التي تسلك هذا الطريق، وأن هذه الصفقة التي تعرف باتفاق امتياز تستمر 25 عاما، وأن الحكومة العراقية لن تدفع أي مبالغ نقدية بشكل مسبق.
وأما مجموعة أوليف فستسرد أموالها التي تستثمرها في إقامة وتشغيل هذا المشروع عن طريق الرسوم التي تفرضها، وأنها ستعطي الحكومة العراقية حصتها.