"القدس بوابة السماء" مسلسل درامي تنتجه غزة
لم يطمح الممثل وائل معروف وهو يؤدي دور شاب مقدسي يقاوم سياسات الاحتلال الإسرائيلي في المسلسل الدرامي "القدس بوابة السماء"، إلى الشهرة بقدر حرصه على تجسيد معاناة أهل القدس وما يلفهم من ظروف صعبة ومعقدة.
ومثّل المسلسل الذي تبث حلقاته قناة الأقصى الفضائية خلال شهر رمضان الجاري، فرصة لوائل كي يجسد واقع الانتهاكات والملمات الممارسة بحق سكان القدس من اعتقالات وتعذيب وتهديد وتشريد عن بلدتهم وسرقة ومصادرة وثائقهم التاريخية وتزوير الحقائق على الأرض.
يظهر الممثل في حلقات المسلسل وهو يؤدي دوره وكأنه يعيش مع أهل القدس معاناتهم واقعا ملموسا، فهو يعبر عما يختلج في صدره انطلاقا من إيمانه بواقعية الدور المنوط به في المسلسل وحبّه لتأديته نصرةً لأهل القدس والقضية الفلسطينية.
ولأن أحداث المسلسل تدور حول ما يتعرض له فلسطينيو مدينة القدس من اضطهاد وتضييق على أيدي المستوطنين والسلطات الإسرائيلية، كان أداء وائل نابعا من وحي استلهامه لذلك الواقع، بل معايشته الكثير من تفاصيله في غزة بفعل الحملات العدوانية المتوالية وما رفقها من هدم للبيوت وقتل للأبرياء.
إحساس حقيقي
يقول الفنان معروف للجزيرة نت إن تأديته الدور المنوط به في المسلسل نابعة من إحساس حقيقي، "فالانفعالات التي كنت أبديها تخرج من أعماقي بشكل حقيقي كوني أعيش تفاصيل الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية، وأستحضر ما نتعرض له من ظلم في غزة وسائر أماكن وجود الشعب الفلسطيني".
ويضيف أنه رغم ساعات العمل الطوال التي كانت تمتد في أحيان كثيرة إلى ساعات متأخرة من الليل، وما لف ذلك من صعوبات على صعيد تكرار الأدوار وما يصاحبها من درجات انفعال متفاوتة، كان يمضي في العمل بجد إدراكاً منه لأهمية المسلسل في التعريف بمأساة أهل القدس وإيصال معاناتهم القاسية إلى كل بيت عربي.
ويطل مسلسل "القدس بوابة السماء" على المشاهد الفلسطيني والعربي بمشاهد درامية فلسطينية مقاومة تحاكي واقع الحال في مدينة القدس عبر تسليط الضوء على المرابطين والمرابطات، وإظهار كيف يمنع الاحتلال الرجال والنساء من دخول المسجد الأقصى، والمضايقات ضد البائعين في الأزقة والأسواق، والكثير من التفاصيل المستوحاة من واقع الحياة اليومية المعاشة.
وتدور أحداث المسلسل بحسب مخرجه ومدير دائرة الإنتاج في فضائية الأقصى زهير الإفرنجي حول الأجواء الحياتية في إحدى حارات مدينة القدس العتيقة المجاورة للمسجد الأقصى من جهة باب السلسلة، وتركز حلقاته على جهود المقدسين في الدفاع عن حارتهم ومنع تهويدها أو وقوعها تحت سيطرة المستوطنين اليهود.
وتظهر حلقات المسلسل الصراع الشديد بين المواطنين المقدسيين المتشبثين بأرضهم وبيوتهم ومحلاتهم التجارية وبين المستوطنين الذين يريدون تهويد حي السلسلة، وما يصاحب ذلك من مشاهد تبين حجم الصمود الأسطوري للمقدسين وإصرارهم على التمسك بأرضهم ومنازلهم.
باب السلسلة
ونزولا عند رأي اللجنة الاستشارية للمسلسل والمشكلة من أهالي مدينة القدس، اختيرت حارة باب السلسلة نموذجا لتسليط الضوء عليها لقربها من المسجد الأقصى وتعرضها للاعتداءات الإسرائيلية أكثر من غيرها من الحارات المقدسية الأخرى.
يقول مخرج الفيلم إن ما يتضمنه المسلسل من حبكات درامية مطابقة لما يدور على أرض الواقع، فحجم ما يتعرضون له من تضييق في كل تفاصيل حياتهم من قبل المستوطنين والمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة لا يتخيله عقل.
وبحسب المخرج الإفرنجي تميز مسلسل "القدس بوابة السماء" بالتطوير في أدوات الإنتاج وأسلوب الإخراج وأداء الممثلين، وهو ما سيفاجئ المشاهدين بخروج هذا المستوى من الدراما المتقنة من قطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات، وبإمكانات متواضعة لا تكاد تقارن بإمكانات الدراما العربية.
ويهدف المسلسل الذي جُسدت وقائعه بإمكانات متواضعة على مساحة نحو 4000 متر مربع من أراضي المحررات، إلى تعزيز صمود المواطن المقدسي وحثه على التمسك بأرضه.