كاتب يرسم خريطة التهديدات المحيطة بإسرائيل
أشار مقال للكاتب ليئور أكرمان نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى التهديدات الحقيقية التي تشكل هاجسا لإسرائيل، ويمكن لها أن تتحقق بالفعل، وأن تشكل تهديدا وجوديا إذا واصلت الحكومات الإسرائيلية العمل دون إستراتيجية بعيدة المدى للتعامل معها.
وقال أكرمان -وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)- إن الأحزمة الأمنية التي تقوم إسرائيل ببنائها حول حدودها من شأنها إزالة التهديدات الأمنية والمخاطر الكبيرة التي تحيط بها، ويمكن لها أن تجعل الجيش في حالة جاهزية مناسبة أمام الأعداء في مختلف الحدود المجاورة.
ورسم ما اعتبرها خريطة التهديدات الأمنية المحيطة بإسرائيل، وقال إن حزب الله يواصل التسلح بسرعة قصوى، رغم أنه أصيب بضربات بالغة خلال تورطه في الحرب في سوريا، لكن ما زال لديه ترسانة عسكرية، ورغم استهداف شحنات الأسلحة التي تصل للحزب من سوريا، فإن ذلك لا يغير من فرضية مواصلته التهديد، رغم أنه ليست لديه مصلحة حالية في الحرب مع إسرائيل.
أما على الحدود السورية، فقال إنه ليس لدى إسرائيل ما يمكنها القيام به أكثر من بقائها يقظة لما تشهده الساحة الدولية من ترتيبات خاصة بالدولة السورية المستقبلية، فلا يعرف أحد أي تنظيم سيسيطر على الجانب الثاني من هضبة الجولان، مما يتطلب من إسرائيل التوضيح لسوريا وروسيا والعالم أنها لا تساوم على أمنها.
الحرب بسوريا
وأكد أن التنظيمات المسلحة، سواء تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) لديهما مصلحة حقيقية في تسخين الحدود مع إسرائيل لاستدراجها في التورط في المستنقع السوري، مما يتطلب التنبه لفرضية إطلاق قذائف صاروخية أو تنفيذ هجمات من الجولان.
وأوضح أنه على الحدود الجنوبية تواجه إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وتنظيم الدولة في سيناء، وقال إن حماس تستعد للجولة القادمة من الحرب مع إسرائيل، وبات السؤال حول إمكانية انتقامها لمقتل قائدها العسكري مازن فقها غير عملي، فالحركة لابد أن ترد، ولكن في المكان والطريقة التي تناسبها.
وأضاف أن حماس تواصل حفر الأنفاق والتسلح وإعداد الخطط القتالية، وتريد أن تختار وقت الحرب، في حين تكتفي إسرائيل بالانتظار والمراقبة وترد على بعض الأهداف الموضعية، لكنها لا تطبق إستراتيجية واضحة، مما يشير إلى أن تقرير مراقب الدولة عن الحرب القادمة في غزة سيشبه تقريره السابق، لأن كل المؤشرات تشير إلى أننا نقترب من مواجهة عسكرية حامية خلال سنة على أبعد تقدير.
أما في سيناء فقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة العشرات من الهجمات المسلحة، التي نفذتها التنظيمات المسلحة هناك، وأسفرت عن مقتل المئات من الجنود المصريين والأجانب، كما أطلقت عددا من القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل.
وختم بالقول إن كل ذلك يشير إلى أن التنظيمات الإسلامية لديها مصلحة بإشعال المنطقة لإيجاد حالة من الفوضى تمكنها من استهداف مصر وإسرائيل معا، مما يتطلب من تل أبيب توثيق تعاونها الأمني مع القاهرة.