إندبندنت ترصد جانبا من معاناة المدنيين غرب الموصل

وصف تقرير للإندبندنت الحالة البائسة التي يعانيها أربعمئة ألف مدني عراقي محاصرين بمدينة الموصل القديمة التي يحتلها تنظيم الدولة، بأنهم يعيشون في عزلة داخل بيوتهم، مع نقص الغذاء والماء، وأن الأمر بالنسبة لهم أشبه بسجن تحت الأرض، وليست لديهم فكرة عن مجريات المعركة التي تدور حولهم.
وذكر مراسل الصحيفة في أربيل باتريك كوكبرن أن قوات الحكومة العراقية تقدمت إلى محيط المدينة القديمة لكنها لم تتمكن من التغلغل فيها، حيث يمنع قناصة التنظيم وحدات كاملة من التقدم، ويقوم مقاتلوه بتغطية الأزقة الضيقة بالقماش المشمع لحجب رؤية الاستطلاع الجوي.
ويحكي أحد سكان المدينة القديمة، واسمه عمر، أن آخر الأضواء انطفأت في منازل الشارع الذي يقطنه لنفاد وقود مولد الحي وعدم إمكانية وصولهم إليه، ومن ثم لا سبيل لشحن هاتفه النقال بعد مكالمته مع الصحيفة.
ويقول عمر إنه يقطن مع أسرته في منزل جاره مع نحو 35 شخصا آخرين، والأطفال يصرخون من الجوع، وليس لديهم طحين، وكل ما لديهم هو القمح والشعير الذي يبللونه بالماء ليطرى ثم يعطونه للأطفال لإسكات صراخهم.
ويصف عمر حال حياة أربعمئة ألف مدني لا يزالون في المدينة القديمة، عاجزين عن الهرب، ولا يستطيعون تبين ما يحدث حولهم، حيث يسمعون انفجارات وإطلاق نار في الخارج، ولا أحد يعرف من يقاتل من.
ويقول عمر "لقد تقطعت بنا السبل لمدة أربعة أيام، ونعرف من سكان حي اليرموك أن الجيش يقاتل هناك، ولكن في منطقتنا التي تحيط بها الشرطة الاتحادية لم يحدث أي تقدم لأكثر من أسبوع، ونسمع أصوات الانفجارات والغارات الجوية، وكان هناك انفجار هائل وسمعنا صراخ الناس في الخارج، لكن لا أحد يستطيع الخروج لرؤية ما يحدث".
ويحكي عمر أن مقاتلي التنظيم الأسبوع الماضي أجبروا الناس على إخلاء بيوتهم، وجعلوا كل ثلاث أو أربع أسر تتجمع في بيت واحد، ثم استولوا على المنازل وصنعوا في جدرانها ثقوبا لتجنب استخدم الأسطح أو الظهور في الأزقة كي لا يتم رصدهم.
ومن مظاهر المعاناة التي يعيشها أهل المدينة احتمال استيلاء أفراد التنظيم على أي سيارة لديهم بالقوة وتحويلها إلى سيارات مفخخة وإرسالها لتدمير دبابات ومركبات الجيش العراقي في حيي اليرموك والزنجيلي.
وختم المراسل بأنه لا أحد يعرف إلى متى سيظل هذا القتال الدائر لاستعادة الموصل، وأن الأخبار الواردة من الجنود العراقيين تقول إن الأمر سيستغرق شهرا على الأقل، وربما أكثر من ذلك؛ نظرا لمهارة قناصة التنظيم وتخفيهم الجيد، لكن مع كل أسبوع يمر يتم تدمير غرب الموصل أكثر فأكثر.