الصحافة البريطانية تعلق على انتخابات هولندا
كتبت إندبندنت بافتتاحيتها أن الأحزاب اليمينية المتطرفة قامت ببطء لكن بثقة بتحريف وتشويه النقاش السياسي في بلادها بدعوتها إلى تغيير جذري، وفي كثير من الأحيان التضحية بالمهاجرين. ولجأ الكثير منهم إلى العنف في الشوارع، مع أنه لم يصل إلى "الإرهاب" بعد.
ووصفت الصحيفة النظام السياسي الهولندي بأنه وصل إلى حالة من التفتت لدرجة أن حزبا يستطيع الفوز في انتخابات عامة بأكثر قليلا من ربع أصوات الناخبين.
ورأت أنه حتى لو فاز خيرت فيلدرز بالانتخابات وكان الأول من حيث التصويت الشعبي أو مقاعد البرلمان، فإن فرصته ضئيلة في أن يحكم وحده أو ضمن ائتلاف لأن سائر الأحزاب رفضت مسبقا التعاون معه.
خسارة فيلدرز وبقاؤه مجمدا خارج السلطة هذه المرة، مثل مارين لوبان، لا يجعل زعماء أوروبا يتنفسون الصعداء ويواصلون طريقهم، فهناك مرة قادمة. وقد يحالفهما ومن يخلفهما الحظ فيحققون التقدم الذي طالما كانوا يصبون إليه |
وبالرغم من جهود بذلها وكسور واضحة بالمجتمع الهولندي، لم يتمكن فيلدرز من هندسة نوع من التقدم الهام الذي حدث في البريكست، والذي حققه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ورجحت الصحيفة فوز حزب رئيس الوزراء اليميني مارك روتي الذي نجح في احتواء مشاعر فيلدرز الشعبوية المعادية للإسلام ببعض السياسات الحازمة نوعا، وهو ما كشفت عنه استطلاعات رأي أولية لاحقا عندما تصدر حزبه الشعب من أجل الحرية والديمقراطية نتائج الانتخابات.
وختمت بأن خسارة فيلدرز وبقاءه مجمدا خارج السلطة هذه المرة -مثل الفرنسية مارين لوبان– ليس سببا يجعل زعماء أوروبا يتنفسون الصعداء ويواصلون طريقهم، فهناك مرة قادمة أو ما يليها. وقد يحالف الحظ فيلدرز أو لوبان ومن يخلفهما، فيحققون التقدم الذي طالما كانوا يصبون إليه. وما دام اقتصاد أوروبا بدون إصلاح فلن يبتعد المتطرفون كثيرا.
الشكوك الأوروبية
وفي السياق، أشار مقال بصحيفة ديلي تلغراف إلى عدة نقاط بشأن انتخابات هولندا يجب معرفتها وهي تهمّ الاتحاد الأوروبي ككل:
1- من المستبعد جدا أن يدخل فيلدرز الشعبوي اليميني المتطرف الحكومة أو يشكل حتى حكومة أقلية، كما فعل بين عام 2010 و2012، بالرغم من تقدمه في استطلاعات الرأي لأكثر من سنة حتى الآن.
وخلاف لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، لم يحاول فيلدرز أن يتمالك نفسه، بل كان واضحا في أنه يريد إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وكان كل برنامجه للحكومة عبارة عن صفحة واحدة.
2- في جميع الأحوال سيكون مطلوبا للحصول على 76 من 150 مقعدا للبرلمان تشكيل حكومة تتألف من أربعة على الأقل من أحزاب: يمين الوسط لرئيس الوزراء روتي والوسط الديمقراطي المسيحي والاتحاد الأوروبي الفدرالي الذي شاع أنه حريص على تشكيل الحكومة، والخضر اليساري أو الاتحاد المسيحي للأحزاب البروتستانتية.
3- الشكوك الأوروبية أصبحت الاتجاه السائد لكن الاتحاد الأوروبي ليس سوى جزء من النقاش.
وختمت الصحيفة بأن شعبية القوى المناهضة للنظام بهولندا وخارجها يمكن أن تفسر من خلال: الهجرة الجماعية غير المنضبطة والتكامل الإشكالي للأقليات الموجودة و"الإرهاب الإسلامي" ودولة رفاة تكافح للتعامل مع شيخوخة السكان والارتباك التكنولوجي الذي يتحدى الوضع الراهن في نواح كثيرة.