نيوزويك: هل يريد بوتين هزم تنظيم الدولة؟
وأضافت المجلة من خلال مقال للكاتب رحيم رحيموف أن عودة المقاتلين الشيشان من ذوي الخبرة في القتال من سوريا يشكل تهديدا كبيرا لروسيا، وأن عدد الحوادث المسلحة وضحايا العنف ارتفع في الشيشان خلال العام 2016 مقارنة مع 2015.
وأشارت إلى أن العام 2017 بدأ مع عملية مكافحة إرهاب كبيرة في الشيشان ضد جماعة سرية متهمة بالتخطيط لشن هجمات إرهابية، حيث بدأت تجمعات شبابية متطرفة بالتشكل في البلاد، خاصة في ظل الضعف الذي لحق بتنظيم الدولة في الشرق الأوسط جراء الحملة الدولية ضده.
كما ذكرت أن تنظيم الدولة سبق له استقطاب عدد كبير من المقاتلين الشيشان، وأن روسيا سبق لها أن أعلنت عن التدخل في سوريا بذريعة شن حملة ضد التنظيم، ولكن القتال الفعلي لروسيا ضد تنظيم الدولة يخلق لها في نهاية المطاف مشاكل أمنية خطيرة في الشيشان أو في البلاد التي تعاني حالة أمنية هشة.
التدخل الروسي
وأفادت نيوزويك بأن عدد الضحايا في الصراعات المسلحة في الشيشان ارتفع كثيرا في 2016 مقارنة مع 2015، وأن الحوادث ذات الصلة قد تضاعفت.
وأضافت أنه ليس من قبيل الصدفة بدء عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب في الشيشان غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، وهي التي جرت في الفترة من 9-16 يناير/كانون الثاني الماضي، لافتة إلى أن هذه العملية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص واعتقال نحو ستين آخرين على ارتباط بتنظيم الدولة.
وأشارت إلى انخفاض مستوى تدفق المقاتلين الشيشان إلى سوريا في الآونة الآخيرة، وقالت إن هذا الانخفاض يأتي انعكاسا لفقدان تنظيم الدولة سيطرته على مناطق متعددة في سوريا والمنطقة.
ونسبت المجلة إلى الرئيس بوتين تصريحه يوم 23 فبراير/شباط الماضي بأن عدد المواطنين الروس الذين يقاتلون في سوريا يقرب من أربعة آلاف، وقالت إن روسيا تعتبر ثالث أكبر مساهم في الرفد بمقاتلين لتنظيم الدولة أو الجماعات المتطرفة الأخرى التي تقاتل في سوريا والعراق.
وقالت إن روسيا تواجه مخاطر جراء عودة المقاتلين من ذوي الخبرة من سوريا بالإضافة إلى من هم موجودون أصلا في الشيشان، وأنها تواجه مخاطر أخرى ناتجة عن التجمعات الشبابية المتطرفة التي قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع الأمني للبلاد، مع احتمال تصاعد معدل التطرف.
واستدركت نيوزويك بالقول إن خسارة تنظيم الدولة لمساحات كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق تجعل قيامه بجذب المزيد من المقاتلين الشيشان صعبا، الأمر الذي يزيد من عدد المقاتلين غير الراغبين في مغادرة روسيا، وبالتالي تشكيلهم كابوسا للبلاد.
وأضافت أن استمرار الصراع ضد تنظيم الدولة في سوريا يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الشباب المتشددين في الأراضي الروسية، وأنه من هذا المنطلق يصعب التنبؤ بما إذا كانت موسكو عازمة حقا على مقاتلة تنظيم الدولة بكل إخلاص في سوريا أو في أي مكان خارج الحدود الروسية.